وورلد تريد كول World Trade Coal

تجذب شركات التداول الأوروبية المتداولين عندما تدعي أنها مرخصة ومنظمة من الهيئات الرقابية ذات الضوابط الصارمة، خاصة عندما ترفق ادعاءاتها هذه بوعود تحقيق أرباح كبيرة ومضمونة. وهذا ما تفعله شركة World Trade Coal التي سنكشف عن تفاصيل تورطها بالنصب في هذا التحذير وكيف تضلل المتداولين للاستيلاء على أموالهم.

ما هي وورلد تريد كول؟

World Trade Coal هي شركة تدعي أنها تعمل في قطاع الفحم والطاقة وتهدف إلى ابتكار حلول جديدة للاستثمار في الفحم واستخراجه وتوزيعه بطرق صديقة للبيئة. تدعي هذه الشركة أيضاً بأنها تقدم خدمات الاستثمار في مشاريع الطاقة التي تسهّل مشاركة المستثمرين في مشاريع طاقة مبتكرة ورائدة وتوفر فرص تمويل لمشاريع الفحم والطاقة سواء كانت في مرحلة الانطلاق أو التوسع.

كانت الانطلاقة الرسمية لشركة وورلد تريد كول في منتصف أكتوبر من عام 2023 من ولاية أيوا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت بالترويج لخدماتها المزعومة التي تشمل التعدين والنقل والاستشارات وحلول الطاقة المبتكرة. ومن هذه المزاعم، بدأت الترويج لخطط وباقات استثمارية يحصل المستثمرون عند الاشتراك فيها على نسبة محددة من الأرباح مقابل دفع مبلغ مالي مخصص للاشتراك في كل باقة.

وتشير التحقيقات في طبيعة عمل الشركة المشبوهة إلى أن النموذج الاستثماري الذي تروج له يحاكي بشكل كبير نموذج التسويق الهرمي، إذ لا تقدم وورلد تريد كول أية منتجات فعلية للمتداولين، إنما تقوم عملية الاستثمار فيها على جمع الأموال من المستثمرين وتوزيع الأرباح للمستثمرين القدماء من أموال المستثمرين الجدد.

هل World Trade Coal نصابة؟

حسب نتائج التحقيقات حول شركة World Trade Coal، فقد ثبت تورط الشركة بعدة قضايا نصب واحتيال إلى جانب تورطها في ممارسات مشبوهة تؤكد على نواياها الرامية إلى الاحتيال على المتداولين منذ البداية.

طريقة نصب World Trade Coal

تقوم شركة Wolrd Trade Coal باستخدام منهجية خبيثة للتلاعب بالمتداولين وتضليلهم. إذ تبدأ الشركة بالتعريف عن نفسها على أنها شركة استثمارية أوروبية مرخصة ومسجلة من قبل عدة جهات رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، الأمر الذي يسهم في استمالة المتداولين إليها الذين سرعان ما ينجرون وراء مزاعم أن الشركة مسجلة لدى جهات حكومية موثوقة.

تقوم WTC باستقطاب المتداولين عبر موقعها الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي التي تركز عليها بشكل أكبر، حيث تقوم بالنشر المكثف للإعلانات الكاذبة بأنها شركة أوروبية موثوقة ومرخصة وتقدم حلول استثمارية مبتكرة تحقق للمستثمرين عوائد غير واقعية تصل إلى 3% يومياً. ويقع ضحية إعلانات الشركة الكاذبة المتداولين من مختلف أنحاء العالم، حيث تدعي WTC بأنها شركة عالمية وتروج لإعلاناتها بعدة لغات للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الضحايا.

الأدلة على نصب شركة WTC

تمكن فريق التحقق والامتثال القانوني في منصات الاحتيال من جمع مجموعة من الأدلة التي تدين شركة World Trade Coal باتهامات نصب واحتيال، وهي:

1. تزوير التراخيص وتزييف الحقائق
2. باقات استثمارية مشبوهة وعوائد غير واقعية
3. الغموض المحيط بمؤوسسي الشركة ومالكيها واستراتيجيتهم الاستثمارية
4. استخدام مخططات بونزي في مشاريع الفحم

تزوير التراخيص وتزييف الحقائق

تدعي وورلد تريد كول بأنها شركة مسجلة لدى الجهات الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وذلك بهدف إضفاء شرعية وهمية على عملياتها الاحتيالية. كما تشير إلى أنها مرخصة من قبل شبكة إنفاذ الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية لتقدم أعمال الخدمات المالية. ولكن، عند التحقق من هذه التراخيص والتواصل مع الجهات المعنية، توصل فريق منصات الاحتيال إلى الحقيقة حول زيف هذه التراخيص والمزاعم. إذ نفت الجهات المذكورة وجود أي تسجيل لشركة World Trade Coal. كذلك الأمر بالنسبة لموقعها المزعوم، فالشركة تزود المتداولين بعنوان مزور لها ينتمي في الواقع لشركة أخرى لا علاقة لها بورلد تريد كول.

باقات استثمارية مشبوهة وعوائد غير حقيقية

تلجأ شركة WTC لجذب المتداولين باستخدام الطريقة التقليدية التي تتبعها معظم شركات النصب والاحتيال، وهي الوعود بأرباح وعوائد استثمارية كبيرة تكون غير منطقية أو قابلة للتحقق في الواقع كونها مبنية على مشاريع وهمية دون وجود نشاط تجاري حقيقي يدعم هذه الأرباح. إذ تتطلب المشاركة في مشاريع WTC الاستثمارية الوهمية الاشتراك في أحد باقاتها الاستثمارية التي يتراوح الاشتراك فيها بين 25$ إلى 100,000$، والتي تعد المستثمرين بالحصول على عوائد تصل إلى 3% يومياً. وفي بعض العضويات المميزة تصل نسبة الأرباح والعوائد حسب مزاعم WTC إلى 100%، وهي أرباح لا يمكن تحقيقها في أي مشروع استثماري مهما كان نوعه. كما أنها مخالفة لواقع الاستثمار الحقيقي في الفحم أو أي قطاع طاقة، حيث تكون الأرباح غير مضمونة وتتأثر بعوامل متعددة.

الغموض المحيط بمؤوسسي الشركة ومالكيها واستراتيجيتهم الاستثمارية

يحيط بشركة WTC غموض مثير للارتياب فيما يخص هوية مؤسسيها ومالكيها الفعليين، ما يثير العديد من التساؤلات والشكوك حول شرعيتها ونواياها الحقيقية. إذ علاوة على زيف العنوان الخاص بموقع الشركة، لا تقدم WTC للمستثمرين أية معلومات واضحة تكشف عن هوية مؤسسي الشركة ومالكيها وخلفياتهم المالية والاستثمارية. حيث يعد الإفصاح عن معلومات من هذا النوع ضروري للمتداولين ليس فقط لكسب ثقتهم وحسب، بل ليتمكنوا أيضاً من تقييم الشركة بشكل جيد واختبار مدى قدرة المسؤولين فيها على وضع استراتيجيات استثمارية حقيقية ومدروسة تضمن للمستثمرين حقوقهم، وهو ما لا تفعله World Trade Coal بالمطلق.

استخدام مخططات بونزي في مشاريع الفحم

تستخدم شركة World Trade Coal مخططات بونزي في مشاريع الفحم عن طريق الترويج لاستثمارات تبدو جذابة في قطاع الفحم والطاقة، لكنها في الواقع تفتقر إلى الأساس التشغيلي أو الإنتاجي الحقيقي. إذ تقوم الشركة بجمع أموال من مستثمرين جدد تحت ذريعة تمويل مشاريع فحم مبتكرة أو برامج طاقة مستقبلية، ثم تستخدم هذه الأموال لدفع أرباح وهمية للمستثمرين السابقين، مما يعطي الانطباع بأن المشروع ناجح ويحقق عوائد مجزية. لكن في الحقيقة، لا تأتي هذه الأرباح من أرباح تشغيلية حقيقية أو مبيعات الفحم، بل فقط من تدفق أموال المستثمرين الجدد. وعندما يتوقف تدفق المستثمرين الجدد، ينهار النظام، ويجد المستثمرون أنفسهم أمام خسائر كبيرة دون قدرة على استعادة أموالهم.