ديوس Deus

باتت شركات التداول الوهمية التي تدعي تقديم خدمات تداول موثوقة تشكل تهديدًا كبيرًا للمستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية ومن بينها شركة Deus للتكنولوجيا المحدودة. تستخدم هذه الشركة أساليب احتيالية معقدة لجذب العملاء وإقناعهم بإيداع أموالهم، ثم تختفي فجأة تاركة الضحايا في حيرة وخسائر فادحة. يهدف هذا المقال إلى الإضاءة على أبرز أساليب الاحتيال التي تستخدمها شركة ديوس، وكيفية تجنب الوقوع في شباكها.

من هي شركة Deus؟

شركة ديوس Deus أو DEUS Technology Co Ltd هي شركة وساطة مالية، نشأت في موريشيوس وملتزمة بمعايير التنظيم المالي في هيئة الخدمات المالية في موريشيوس حسبما تدعي. تذكر أيضًا أنها بدأت بتقديم خدماتها المتنوعة في مجال تداول الأصول المالية كالفوركس وتداول العقود مقابل الفروقات وتقديم خدمات استشارية وإدارية عالية الجودة.

تروّج شركة ديوس إلى أنها تمتهن تنفيذ عمليات التداول بسرعة كبيرة ودرجة عالية من الموثوقية، أيضًا تزعم أنّ لديها فريق متخصص من الخبراء والمحللين المحترفين المتواجدين دومًا لمساعدة المتداولين في التنفيذ السريع والآمن للصفقات المالية وتوفير التحليلات والاستشارات على مدار الساعة وبكل دقة.

تذكر الشركة أنها حريصة على تقديم أفضل فروقات الأسعار في السوق المالية، بحيث توفر تجربة تداول رائدة مع أهم مزودي السيولة والبنوك حول العالم، لكن دون التفصيل في توضيح هذه النقطة ودون الاستشهاد بتجارب واقعية، مما يثير الريبة والشكوك حيال الوعود الوردية والعبارات البراقة التي تبثها الشركة من خلال موقعها الرسمي.

فضلًا عن ذلك تزعم ديوس أنها تتيح عمليات السحب والإيداع في أي وقت وحسب طلب العميل وبالسرعة الفائقة، لكن دون تقديم آراء وتقييمات واقعية لتجارب العملاء في الحصول على أرباحهم وسحبها بكل سهولة.

هل شركة Deus نصابة؟

نعم تعتبر شركة Deus نصابة وذلك لأنها تتبع أساليب مشبوهة في جذب العملاء، حيث تروج لوعود براقة وأرباح خيالية دون تقديم أدلة واقعية أو تجارب ملموسة. أيضًا يلاحظ على الشركة تحفظها على نشر المعلومات الأساسية مثل أسماء مزودي السيولة والبنوك التي تتعامل معها، كذلك تاريخ تأسيسها وهوية المالكين، مما يثير الشكوك حول مصداقيتها.

بالإضافة إلى ذلك، وبعد الفحص والتدقيق تبيّن أن الشركة غير مرخصة من قبل أي جهة تنظيمية وهذا مؤشر خطير ويجعل التداول من خلال غير آمن وغير موثوق. فضلًا عن ذلك ادعاء الشركة تقديم خدمات استشارية وتحليلات على مدار الساعة، ما هو إلّا مجرد حيلة لجذب المتداولين المبتدئين واستغلالهم. وبالتالي، يجب على المستثمرين توخي الحذر الشديد وتجنب التعامل مع هذه الشركة المشبوهة.

آلية النصب المعتمدة من قبل شركة ديوس Deus

تعتمد شركة ديوس في عمليات النصب على عدة آليات خادعة، تبدأ بالوعود المغرية والأرباح المبالغ فيها التي تعد بها المستثمرين، دون تقديم أي ضمانات أو أدلة ملموسة. تستغل الشركة عدم وجود رقابة مالية فعلية عليها، مما يتيح لها التلاعب بالأرقام والمعلومات التي تعرضها على العملاء.

تفتقر الشركة إلى الشفافية في الكشف عن هويتها الحقيقية وفريق عملها المحترف المزعوم، مما يصعب تتبعها أو محاسبتها في حالة وقوع أي عملية نصب. فضلًا عن ذلك تعتمد الشركة على الترويج لخدماتها من خلال وعود كاذبة بتقديم تحليلات واستشارات مالية دقيقة، لجذب المتداولين المبتدئين واستغلال قلة خبرتهم.

إضافةً إلى ذلك تتجنب الشركة الإفصاح عن المعلومات الأساسية مثل تاريخ نشأتها وهوية مالكيها وحسابات التداول والرسوم وطرق الدفع الالكتروني المتاحة لديها، مما يزيد الشكوك حول مصداقيتها. أيضًا تزايدت الشكاوى والانتقادات ضد الشركة من قبل عملائها السابقين، لا سيما بعد إيداع أموالهم، إذ تركزت أغلب الشكاوى حول الصعوبات والقيود التي تضعها ديوس في سبيل المماطلة في سحب أرباحهم، أو رفض طلبات السحب بشكل كامل. وغالبًا في نهاية المطاف، تختفي الشركة فجأة، تاركة وراءها ضحاياها وقد خسروا أموالهم ومدخراتهم.

أدلة نصب شركة Deus

بناءً على نتائج الفحص والتحليل التي أجراها فريق خبراء موقع منصات الاحتيال حول شركة ديوس Deus، تبيّن أنها كيان احتيالي وهذا ما سنوضحه عبر الأدلة والبراهين التي تؤكد نصب الشركة وهي كالآتي:

الافتقار إلى التراخيص الرقابية

تزعم شركة ديوس أنها منظمة من قبل هيئة الخدمات المالية في موريشيوس، لكن دون الإفصاح عن بيانات الترخيص، وعند مقارنة اسم الشركة على موقع الهيئة المالية في موريشيوس FSC لم نعثر على أي وجود للشركة على موقع الهيئة، وهذا يدحض مزاعمها بأنها كيان مالي مرخص.

ويجدر بالذكر أنّ الشركات المالية الموثوقة تخضع لرقابة صارمة من قبل هيئات تنظيمية تهدف إلى حماية المستثمرين، وهذه الهيئات تفرض معايير محددة للشفافية والأمان المالي، بينما عدم وجود ترخيص يعني أن الشركة تعمل خارج نطاق الرقابة، مما يزيد من خطر فقدان الأموال، لأن هذه الشركات تتلاعب بالأموال دون حسيب او رقيب.

النقص في معلومات الشركة الأساسية

عند زيارة موقع شركة Deus، يُلاحظ الزائر مباشرةً غياب العديد من المعلومات الأساسية الخاصة بالشركة، بما في ذلك تاريخ التأسيس وبيانات الترخيص وهوية المالكين. بالإضافة إلى عدم الإفصاح عن تفاصيل الحسابات المالية والعمولات ووسائل السحب والإيداع، ممّا يثير الشكوك والقلق حيال مصداقية الشركة وطروحاتها في التعامل مع المتداولين.

ويجدر بالذكر أنّ الشركات النصابة تتعمد إخفاء هويتها الحقيقية لتجنب المساءلة القانونية، إذ أنّ عدم وجود معلومات واضحة حول المالكين والمقر الرئيسي يمنع المستثمرين من التحقق من مصداقية الشركة، ويجعل من الصعب استرداد الأموال في حالة الاحتيال.

الترويج لخدمات وأنشطة الشركة المالية بأسلوب مضلل

تتبع شركة ديوس أساليب تسويقية مضللة ومبالغ فيها بهدف جذب المستثمرين من ذوي الخبرة القليلة، الطامحين بالحصول على الأرباح الكبيرة بدون عناء أو انتظار. وفي سياق ذلك تروّج لنفسها بأنها تقدم خدمات تداول بسرعة البرق، من خلال تركيزها على دخول السوق المالي والخروج منه بكل دقو وسرعة.

فضلًا عن ذلك تزعم الشركة أنها تقدم أفضل أسعار السبريد لعملائها عن طريق المشاركة مع أفضل مزودي السيولة والبنوك الموثوقة، لكن من دون الإفصاح عن تفاصيل هذه الخدمة، وإنما التركيز على التأثير في عقل ومشاعر العملاء الجدد والإيقاع بهم فقط.

اتهامات بالنصب من خلال التلاعب بمنصات التداول

تتعرض الشركة إلى شكاوى عديدة من قبل العملاء السابقين تتضمن اتهامها بالتلاعب بأسعار الأصول وتغيير البيانات المعروضة على منصة التداول، وهي حيلة تستخدمها الشركات النصابة عادةً لخلق وهم الأرباح أو التسبب في خسائر للمستثمرين. وهذا التلاعب يسمح للشركة بالتحكم في نتائج التداول، ممّا يضمن لها تحقيق أرباح على حساب المستثمرين، حيث يتم تغيير الأسعار بشكل مفاجئ مما يسبب خسائر للمتداولين.

عدم تنفيذ طلبات السحب ووضع العوائق لتأخيرها

يشتكي عملاء شركة Deus السابقين من تعرضهم لصعوبات كبيرة عند المطالبة بسحب أموالهم من قبل الشركة، ووضع العراقيل أمام تنفيذ عمليات السحب. وقد ذكر البعض منهم أنّ هذه القيود تتضمن فرض رسوم مرتفعة أو طلب وثائق إضافية أو اختلاق أعذار لتأخير السحب واسترداد الأموال، مما يمنع المستثمرين من استعادة أموالهم، وفي النهاية غالبًا ما تختفي الشركة حاملة معها أموال الضحايا.