ناتوليوك Natuliuq

إن بريق الوعود بالثراء السريع في عالم التداول قد يُخفي وراءه فخًا محكمًا، وهذا ما ينطبق على شركة ناتوليوك Natuliuq، التي تدّعي أنها بوابة للربح الآمن والموثوق. ومع تزايد الشبهات والتحذيرات الرقابية، يتبين أن هذه الواجهة المشرقة قد تكون مجرد قناع لعملية احتيال منظمة. سنكشف في هذا التقرير عن الأدلة التي تؤكد أن الشركة كيان وهمي، ونقدم تحذيراً شاملاً لإنقاذ المستثمرين من الوقوع في شباكها.

ما هي شركة Natuliuq؟

تقدم شركة ناتوليوك Natuliuq نفسها كوسيط مالي تأسس عام 2019، وتتباهى بادعاءات تنظيمها من قبل هيئات رقابية مرموقة في المملكة المتحدة، وفانواتو، والإمارات، ولوكسمبورغ.

علاوةً عن ذلك، تعتمد الشركة في ترويجها على خطابٍ براق يلامس طموحات المستثمرين، حيث تزعم أن الابتكار والموثوقية والجودة هي ركائزها الأساسية، وأنها تسعى لتوفير أفضل الحلول المالية. كما أنها تتباهى بمنصة تداول متطورة وفريق من الخبراء القادرين على توجيه المستثمرين نحو قرارات مالية سليمة.

لكن، خلف هذا البريق الساحر، تتزايد التحذيرات من أن هذه الوعود ليست سوى واجهة لعملية احتيال محكمة. فبينما تُزيّن الشركة موقعها بالكلمات الجذابة، تتكشف حقائق صادمة تدحض مزاعمها وتضع مصداقيتها تحت المجهر.

هل Natuliuq نصابة؟

نعم، شركة ناتوليوك Natuliuq هي شركة نصابة. إنّها تدّعي كذبًا الحصول على تراخيص تداول من هيئات رقابية مرموقة مثل سلطة دبي للخدمات المالية DFSA، ولجنة مراقبة القطاع المالي في لوكسمبورغ CSSF، ولجنة الخدمات المالية في فانواتو VFSC، بالإضافة إلى هيئة السلوك المالي البريطانية FCA.

وبعد فحص دقيق لسجلاتها، تبيّن أن هذه الادعاءات غير صحيحة على الإطلاق، وأن الهدف منها هو كسب ثقة العملاء بطريقة احتيالية. ومما يؤكد ذلك، صدور تحذير رسمي من سلطة دبي للخدمات المالية (DFSA) يفيد بأن ناتوليوك كيان احتيالي غير مرخص من قبلها، وأنها تزعم ذلك كذبًا وزورًا.

طريقة النصب التي تتبعها شركة ناتوليوك Natuliuq

تعتمد شركة Natuliuq على حزمة من الأساليب الاحتيالية التي تستهدف بشكلٍ خاص المتداولين المبتدئين. إذ تبدأ عملية النصب بإيهام الضحايا بالموثوقية والأمان، حيث تنشر الشركة على موقعها الرسمي تراخيص وهمية من هيئات رقابية مرموقة، مستغلةً حقيقة أن قلة من المستثمرين الجدد يتحققون من صحة هذه الادعاءات.

هذا الترويج المضلل يمنح الشركة قناع الشرعية، ويشجع المتداولين على إيداع أموالهم دون تردد. لا تتوقف الخدعة عند هذا الحد، بل تواصل ناتوليوك استراتيجيتها المضللة من خلال نشر أرقام مبالغ فيها عن عدد عملائها، وحجم تداولاتها اليومية، والمكاسب الخيالية التي يمكن تحقيقها. هذه الأرقام، التي لا أساس لها من الصحة، لكنها تُعدّ الطُعم الذي يغري الضحايا ويُحفزهم على ضخ المزيد من الأموال، لتنتهي بهم الحال وقد سُرقت مدخراتهم بالكامل في عملية احتيال محكمة.

أدلة نصب شركة Natuliuq

بناءً على نتائج التحقيقات التي أجراها خبراء فريق التحقق والامتثال القانوني في منصات الاحتيال حول شركة Natuliuq، تبين أنها عملية نصب وذلك وفقًا للأدلة التالية:

ادعاءات التراخيص الكاذبة

تُعدّ التراخيص الرسمية من الهيئات الرقابية بمثابة شهادة ثقة للمستثمرين، لكن ناتوليوك تستخدمها كطُعمٍ احتيالي. تزعم الشركة أنها مرخصة من قبل جهات مرموقة مثل هيئة السلوك المالي البريطاني FCA وسلطة دبي للخدمات المالية DFSA، لكن بحثًا بسيطًا في سجلات هذه الهيئات يكشف أن اسم ناتوليوك غير موجود لديها.

هذا الادعاء الكاذب هو الدليل الأول والأكثر وضوحًا على أن الشركة تعمل خارج إطار القانون، وأنها تهدف إلى خداع المستثمرين وإيهامهم بالأمان.

تحذيرات الهيئات الرقابية

ليس الأمر مجرد غياب للتراخيص، بل إن بعض الهيئات الرقابية قد رفعت راية الخطر بالفعل. أصدرت سلطة دبي للخدمات المالية (DFSA) تحذيرًا رسميًا من ناتوليوك، مؤكدةً أنها كيان احتيالي يعمل بشكل غير قانوني داخل مركز دبي المالي العالمي، وأنها لا تملك أي ترخيص منها. هذا التحذير المباشر من جهة حكومية موثوقة يدحض كل مزاعم الشركة، ويؤكد أنها تُمارس أنشطة احتيالية بشكل علني.

الوعود بالأرباح الخيالية

تعتمد ناتوليوك على استراتيجية التسويق المضلل، حيث تروج لأرباح مبالغ فيها يصعب تحقيقها في أسواق التداول الحقيقية. تنشر الشركة أرقامًا وهمية عن حجم تداولاتها وعدد عملائها، وتستخدم لغةً براقة لإغراء المتداولين المبتدئين بالثراء السريع. هذه الوعود غير الواقعية هي علامة حمراء واضحة على أن الشركة لا تتبع نموذج عمل تجاري حقيقي، بل تسعى فقط لجمع أكبر قدر من الأموال من الضحايا قبل أن تختفي.

عدم الشفافية في نشر بيانات الشركة الأساسية

إن غياب الشفافية هو علامة حمراء واضحة على أن ناتوليوك Natuliuq ليست شركة حقيقية. فعند محاولة البحث عن بياناتها الأساسية، مثل عنوان مقرها الفعلي، أو أسماء أعضاء فريقها الإداري، أو حتى معلومات الاتصال المباشرة، لن تجد سوى فراغ.

هذا التعتيم المتعمد يهدف إلى إخفاء هوية المسؤولين عن الشركة، ويمنع المستثمرين من ملاحقتهم قضائياً في حالة تعرضهم للاحتيال. الشفافية هي ركيزة أساسية لأي عمل تجاري شرعي، وغيابها في حالة ناتوليوك يؤكد أن الشركة لا تعمل في النور، بل في الظلام.