اف بي سي FBC

شركة FBC هي إحدى المنصات النصابة التي ادعت تقديم فرص للثراء السريع، مستغلة رغبة الأفراد في تحقيق أرباح سريعة من خلال مهام بسيطة عبر الإنترنت. رغم ترويجها لنفسها على أنها شركة مرخصة وذات تاريخ طويل، تبيّن لاحقًا أنها مجرد منصة احتيالية مارست عمليات نصب واسعة، مستقطبة أكثر من مليون ضحية في مصر والوطن العربي. في هذا المقال، سنكشف تفاصيل عملية الاحتيال التي قامت بها FBC، وكيف استطاعت استدراج هذا العدد الكبير من المستثمرين.

من هي شركة اف بي سي FBC؟

شركة FBC تدّعي أنها تأسست عام 2000، وأن لديها مقرات في لندن، بريطانيا، ودبي، الإمارات العربية المتحدة. تقدم هذه الشركة خدمات استثمارية عبر الإنترنت من خلال باقات مختلفة، حيث يُطلب من المستثمرين تنزيل تطبيق تابع للمنصة والتفاعل معه عبر تسجيل الإعجابات والتعليقات على مقاطع فيديو محددة، مما يؤدي - وفقاً لادعاءاتها - إلى مضاعفة رأس المال. يتم تحويل الأرباح إلى محفظة الهاتف المحمول الخاصة بالمستثمر، مثل فودافون كاش.  

مع مرور الوقت، تطورت أساليب الاحتيال التي تتبعها الشركة، حيث بدأت بإقناع المستثمرين بجلب آخرين للاستثمار، مقابل حصولهم على عمولات إضافية. وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يجلبهم المستثمرون، ازدادت عمولاتهم وارتفعت مرتبتهم داخل المنصة، مما يمنحهم مكافآت وجوائز مختلفة.  

استهدفت هذه المنصة ضحايا في مصر والوطن العربي، مستقطبة أكثر من مليون مستخدم، مما أدى إلى عمليات احتيال تجاوزت 6 مليارات دولار خلال الفترة الماضية. استغل القائمون على الشركة رغبة الأفراد في الثراء السريع، مما دفع العديد من الضحايا إلى بيع ممتلكاتهم للاشتراك في المنصة.  

كما زعمت شركة FBC أنها مرخصة وتمتلك سجلاً تجارياً، لكن تبيّن أن هذه الادعاءات كاذبة، وأن السجل التجاري الذي تروّج له لا أساس له من الصحة. اعتمدت المنصة على مروجين ذوي مصداقية، من أصحاب التأثير الديني، لاستدراج أكبر عدد ممكن من الضحايا. وفي النهاية، أغلقت الشركة المنصة وحسابات المستخدمين، واختفت بالمبالغ المالية الضخمة.

هل منصة FBC موثوقة؟

لا، منصة FBC منصة نصابة، حيث احتالت على أكثر من مليون مستخدم ومتداول عبر محافظ وهمية وفكرة الثراء السريع، متسببةً في خسائر تجاوزت 6 مليارات دولار. زعمت الشركة أنها تقدم أرباحًا ثابتة، لكن ثبت بالدليل أنها مجرد خدعة. وقد صرح أحد الضحايا في جمهورية مصر العربية، عبر برنامج مصري شهير، بأن الشركة منعتهم من سحب أموالهم من محافظهم داخل المنصة إلى محافظهم الخارجية، ثم أغلقت حساباتهم واختفت فجأة.

طريقة النصب التي اتبعتها شركة إف بي سي FBC 

بدأت المنصة والقائمون عليها بالترويج لفكرة الثراء السريع، مدّعين إمكانية مضاعفة رأس مال الضحية يوميًا وتحقيق أرباح يومية، وذلك من خلال الاشتراك في باقة محددة. كان المشترك يُطلب منه تنفيذ مهام بسيطة عبر الإنترنت، مثل الإعجاب (لايك) والتعليق (كومنت) على منشورات صفحات مشهورة، أو لعب ألعاب بسيطة، مقابل الحصول على أموال.  

لاحقًا، اشترطت المنصة على المستخدمين إيداع مبالغ مالية لسحب أرباحهم، حيث كانت تطلب منهم دفع ضعف المبلغ المراد سحبه بحجة "تفعيل الشحن". كما أقنعت المشتركين بأن عليهم ترقية عضويتهم عبر دفع مبلغ مالي إضافي أو استقطاب المزيد من الضحايا للاشتراك، وذلك بزعم تحقيق أرباح يومية أكبر.  

وفي النهاية، قامت المنصة بمنع العملاء من سحب أموالهم، وأغلقت حساباتهم فجأة، ثم اختفت تمامًا بعد أن استولت على أكثر من 6 مليارات دولار، محتمية بالنصب على أكثر من مليون شخص في مصر والوطن العربي.

أدلة نصب شركة اف بي سي FBC 

هناك العديد من الأدلة التي تؤكد عملية النصب التي تمارسها شركة و منصة اف بي سي FBC، ومن أبرزها:  

• عدم حصول منصة FBC على أي تراخيص مالية معروفة.  
• الترويج لفكرة الثراء السريع عبر منصات التواصل الاجتماعي.  
• الاعتماد على أساليب التسويق الهرمي المشبوه.

عدم حصول منصة FBC على أي تراخيص مالية معروفة

قامت منصة FBC بالاحتيال عبر الإيهام بأنها منصة مرخصة، حيث ادّعت امتلاك سجل تجاري في مصر، بالإضافة إلى تراخيص في الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا. كما زعمت أن لها تاريخًا يمتد لـ 25 عامًا، وأنها حاصلة على تراخيصها منذ عام 2000 وبفحص التراخيص من قبل خبراء موقع منصات الاحتيال Scam platforms تبين أنها تراخيص وهمية وليست ضمن تراخيص الهيئات الاقوي في العالم.

و لإضفاء المصداقية، قامت المنصة بصرف أرباح بسيطة لبعض العملاء بهدف كسب ثقتهم، مما دفعهم إلى زيادة استثماراتهم. إلا أنها بعد ذلك احتالت عليهم وسحبت أموالهم. وعند محاولة الضحايا تقديم شكاوى ضدها، اكتشفوا أن المنصة ليست مرخصة فعليًا، وأن تاريخها الطويل مجرد خدعة، كما أن سجلها التجاري كان مزيفًا.

الترويج لفكرة الثراء السريع عبر منصات التواصل الاجتماعي

قامت منصة اف بي سي FBC بالترويج لفكرة الثراء السريع ومضاعفة رأس المال عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيليجرام وفيسبوك، مستغلّةً نفسية الضحايا ورغبتهم في تحقيق أرباح ضخمة. أدى ذلك إلى وقوع العديد من الأشخاص في فخ هذا الطموح الوهمي، حيث باع بعضهم ممتلكاتهم، مثل الذهب والعقارات، طمعًا في تحقيق مكاسب سريعة خلال أيام معدودة.  

ورغم أن هذا الأسلوب معروف لدى العامة قبل الخاصة بأنه عملية احتيال محتملة، إلا أن المنصة لجأت إلى خداع المستخدمين عبر إظهار أفراد معدومي الدخل والعاطلين بمظهر الأثرياء، بعد أن زودتهم بسيارات ومنازل، ليكونوا واجهة للشركة ويعززوا مصداقيتها المزعومة. 

نتيجة لذلك، انجذب أكثر من مليون مستخدم إلى المنصة، حيث أودعوا مبالغ تجاوزت 6 مليارات دولار، قبل أن تقوم المنصة بالاستيلاء على هذه الأموال والفرار بها، مخلفةً وراءها آلاف الضحايا.

الاعتماد على أساليب التسويق الهرمي المشبوه 

يُعَدّ التسويق الشبكي الهرمي المشبوه من أشهر أساليب النصب والاحتيال، خاصة في جمهورية مصر العربية، حيث انتشر مفهوم "الناس تجلب الناس مقابل عمولة" بين المصريين. من المعروف لدى العامة والخاصة أن هذا الأسلوب يُعد خداعًا واضحًا، خصوصًا في مصر، حيث يقوم شخص بتمثيل شركة ما ويدعو آخرين للانضمام، ليحصل على عمولة منهم، ثم يقوم هؤلاء بجلب أشخاص آخرين بالطريقة نفسها، وهكذا تستمر السلسلة. تدفع الشركة العمولات من أموال الأعضاء الجدد إلى الأعضاء السابقين، حتى تنهار الشبكة في النهاية.  

وعلى الرغم من وضوح هذا المخطط، تمكنت شركة إف بي سي FBC من الإيقاع بعملائها وجمع أكثر من مليون مشترك، مما أدى إلى احتيال بقيمة تجاوزت 6 مليارات دولار.  

لذلك، عزيزي القارئ، عليك أن تأخذ العبرة من هذه الأساليب، وألا تقع ضحية لمثل هذه المخططات. فقد تم التحذير من هذا النوع من التسويق في العديد من المواقع، ومن خلال موقعنا أيضًا، حيث قدمنا شرحًا كافيًا ومفصلًا. لذا، عندما تصادف شركة تعتمد على هذا الأسلوب، فاعلم أنك أمام خط أحمر، واحتمال كبير للاحتيال.

استعادة الاموال من منصة اف بي سي FBC المنهوبة

استعادة الأموال من أي منصة احتيالية، بما في ذلك منصة اف بي سي FBC، أمر ممكن لكنه بالغ الصعوبة. فالطريقة الوحيدة لاستعادة الأموال تتمثل في القبض على مؤسسين هذه المنصة. ومع ذلك، في كثير من الحالات، يكون هؤلاء قد فروا بالأموال إلى خارج البلاد، مما يجعل استرجاع الأموال أكثر تعقيدًا.  

ورغم ذلك، لا تزال هناك قضايا وشكاوى مرفوعة ضد منظمي هذه المنصة في محاولة لاستعادة الحقوق المالية للمستخدمين. وكما ذكرنا، استعادة الأموال أمر صعب، إلا إذا تم القبض على هؤلاء المحتالين. على سبيل المثال، سبق أن تعرض العديد من الأشخاص، بمن فيهم مصريون، للاحتيال من قِبل منصة تُدعى Hogg Pool، والتي أثارت ضجة كبيرة مشابهة لما يحدث مع FBC. ورغم رفع العديد من القضايا ضدها وضد منظميها، فإنها لم تُجدِ نفعًا لأن المحتالين تمكنوا من الفرار خارج البلاد دون أن تتم ملاحقتهم قضائيًا.  

عزيزي القارئ، هذه التجارب تقدم درسًا مهمًا وهو ألا تنجرف وراء هذه المنصات، ولا تضع أموالك فيها بدافع تحقيق الثراء السريع أو كسب العمولات من استقطاب أشخاص آخرين. فهذه الأساليب معروفة ومشهورة في مصر والوطن العربي باعتبارها أنماطًا احتيالية واضحة. ومع ذلك، لا يزال هناك احتمال لاستعادة الأموال، لكنه يتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة.