أتلانتس تريد Atlantis

كثرت قصص النصب والاحتيال في صناعة التداول التي أصبحت تصادفنا في الأخبار اليومية مع كل حادثة احتيال جديدة يتم الكشف عنها وعن الجهات المتورطة فيها. ومن الجهات النصابة التي سنتحدث عنها في تقرير اليوم هي شركة مزيفة ووهمية تدعي أنها تعمل في صناعة التداول ويُطلق عليها اسم Atlantis. تقوم هذه الشركة باستقطاب المتداولين والتحايل عليهم بأساليب مضللة لتستولي على أموالهم، وفي هذا التحذير نوضح جميع الأدلة التي تكشف زيفها وزيف ادعاءاتها.

ما هي أتلانتس تريد؟

أتلانتس تريد هو الاسم التجاري لشركة تداول وهمية تدعي أنها تقدم للمتداولين خدمات التداول عبر منصة خاصة بها للوصول إلى الأسواق المالية المتنوعة من فوركس وأسهم وسلع ومؤشرات وحتى العملات المشفرة. يبدو شكل الشركة الظاهري من خلال زيارة الموقع الخاص بها قابل للتصديق ما لم يقوم المتداول بالتحري عنها جيداً والتدقيق في طبيعة خدماتها.

إذ وعند التدقيق فيها بحذر وبدقة، يتبين للمتداول بوضوح أن هذه الشركة المزعومة لا تملك أي من مقومات شركات التداول الحقيقية، بدءاً من الترخيص والتنظيم وصولاً إلى التواجد الفيزيائي على أرض الواقع من خلال مكاتب تمثيلية لها في البلدان التي تعمل فيها.

هل شركة Atlantis نصابة

نعم، Atlantis هي شركة تداول مزيفة ونصابة تقوم بالتحايل على المتداولين وإقناعهم بأنها توفر لهم وصول مباشر وشامل لمختلف الأسواق المالية عبر منصة التداول الخاصة بها. ولكن في الواقع، تقوم هذه الشركة بخداع المتداولين والنصب عليهم بعد أن تتمكن من استدراجهم لإيداع مبالغ ضخمة من الأموال.

طريقة نصب Atlantis

لا تنتهج شركة Atlantis النهج التقليدي لشركات التداول المزيفة والنصابة التي تتخذ عادة من منصات التواصل الاجتماعي منبراً لها للترويج للأكاذيب والأوهام حول تحقيق الثراء والحصول على أرباح كبيرة وضخمة من التداول بدون خبرة أو مجهود. على عكس ذلك، تعطي هذه الشركة الوهمية المتداولين انطباعاً أولياً بأنها شركة حقيقية وذو مصداقية، إذ تكتفي بموقعها الإلكتروني الذي يعتبر بدائي التصميم لدرجة ما، حيث تحاول التسويق لنفسها وخدماتها على أنها شركة تداول حقيقية مسلطة الضوء على بعض الخدمات المزيفة التي تقدمها ومتكتمة عن كثير من النقاط التي تهم المتداولين للتأكد من صدقها وموثوقيتها، سنتحدث عنها لاحقاً.

ونتيجة الغموض المريب حول معظم سياسات التعامل مع Atlantis وشروط التداول لديها، يذهب المتداولون إلى التواصل مع فريق الشركة للاستفسار عن المزيد من التفاصيل. في هذه المرحلة، تكون اتلانتيس تريد قد نجحت تقريباً في استدراج المتداولين إلى مكائدها الاحتيالية، فهنا تبدأ بإقناعهم بضرورة فتح حساب تداول لديها مستخدمة مجموعة من أساليب التحايل لتتمكن من تحديد نقطة الضعف لكل متداول يتواصل معها واللعب عليها، حتى تتمكن أخيراً من تضليله وإقناعه بإيداع الأموال.

لا تنتهي رحلة المتداولين مع الشركة عند هذه المحطة، إذ وبعد أن يقوموا بتصديقها وإيداع المبلغ اللازم لفتح حساب تداول، الذي لا يقل عن 1,000$، تمنحه الشركة وصول حقيقي لمنصة التداول حيث يتمكن من متابعة الأسواق وتنفيذ الصفقات بشكل طبيعي. وبعد فترة من الزمن، يبدأ المتداول ملاحظة أن الشركة تتعمد ادخاله في صفقات خاسرة عن طريق مدير الحساب، الذي يكون دوره تزويد المتداولين بتوجيهات خاطئة تؤدي إلى خسارتهم، بينما تصب في صالح الشركة التي تحصل على الأرباح نتيجة خسارة المتداولين. وهنا، يكون المتداولين قد خسروا جميع الأموال المودعة لدى الشركة دون أن يتمكنوا من تحصليها مجدداً أبداً.

الأدلة على نصب شركة اتلانتس تريد

هناك مجموعة من الثغرات الواضحة في شركة اتلانتس تريد التي تنفي شرعيتها كشركة تداول وتؤكد على سلوكها المشبوه الذي يستدعي الحذر والانتباه. وقد تمكن فريق التحقق في منصات الاحتيال Scam Platforms من جمع عدة أدلة تفضح ادعاءاتها الكاذبة، أبرزها:

1. غياب الترخيص
2. غموض هوية الشركة
3. عمر الشركة الحديث جداً
4. شهادات ضحايا الاحتيال

غياب الترخيص

من أهم العوامل التي يكون لها دور كبير في بناء الثقة بين وسيط التداول والمتداول هي خضوعه للترخيص والتنظيم من أحد الجهات الرقابية البارزة  في سوق المال التي تحمي حقوق المتداولين وتضمن أمان أموالهم، وهو ما تفشل Atlantis في تحقيقه. فالشركة لا تملك أي ترخيص أو حتى تسجيل يمثل اعتراف قانوني بكيانها، الأمر الذي يضعها بشكل تلقائي في خانة الشركات المشبوهة. كما يشير غياب الترخيص والتنظيم عن شركة اتلانتيس تريد إلى حقيقة أنها قد تكون مجرد شركة وهمية لا وجود حقيقي لها على أرض الواقع، فهي في طبيعة الحال لا تقدم أية معلومات عنها وعن مقرها الرئيسي أو الدول التي تعمل فيها.

غموض هوية الشركة

الغموض وغياب المعلومات الدقيقة والكافية التي توضح للمتداولين من هي الجهة التي يتعاملون معها هي أيضاً سمة مشتركة بين شركات التداول المشبوهة والنصابة، وهي من سمات شركة Atlantis كذلك. فالشركة لا تمنح المتداولين أية تفاصيل أو توضيحات سواء تلك التي تتعلق بشروط التداول لديها وسياسة الرسوم والتسعير وغيرها أو فيما يتعلق بهوية الأفراد المسؤولين عنها ومدى خبرتهم في الأسواق المالية. يفسح هذا الغموض المريب عن الشركة المجال أمام الكثير من التساؤلات، خاصة فيما إذا كانت تقدم خدمات تداول حقيقية بالفعل.

عمر الشركة الحديث

في الأحوال الطبيعية، لا يكون عمر الشركة الحديث إدانة كافية لاتهام شركة ما بالنصب والاحتيال. ولكن في حالة شركة Atlantis ومع اجتماع عدد من المؤشرات السلبية لديها من غياب الترخيص وغياب الشفافية والمعلومات الواضحة عنها، يبدو بروز الشركة الحديث والمفاجئ كعامل مثير للارتياب. وفي معظم الأحوال، يميل المتداولين إلى الابتعاد عن الشركات الجديدة نظراً لاعتبارها أقل خبرة وموثوقية، فأتلانتس تريد لم يمض على تأسيسها 9 أشهر من تاريخ كتابة هذا التقرير. ومن الواضح أنها تسعى للظهور كشركة حقيقية كي تتمكن من خداع أكبر قدر من المتداولين قبل أن يُكشف أمرها.

شهادات الضحايا

وردنا في منصات الاحتيال Scam Platforms مجموعة من الشكاوى من متداولين يقولون أنهم تعرضوا للتلاعب، النصب، والاحتيال من قبل كيان مجهول تحت اسم شركة Atlantis. وتفيد الشكاوى الواردة إلينا إلى اتباع الشركة سلوك مشابه مع معظم الضحايا الذين قامت بإغرائهم بعروض تداول وهمية كالحصول على ندوات تعليمية عبر الإنترنت، وتمويل إضافي لحساب التداول يصل حتى 50% من مبلغ الإيداع، لمساعدتهم على الربح من التداول عند فتح حساب لديها. وبعد أن قام هؤلاء المتداولين بإيداع الأموال وبدء التداول، بدأوا بملاحظة سلوك الشركة المريب، حيث أصبحت تتهرب من الالتزام بمسؤولياتها والوفاء بعهودها تجاههم. وعندما أرداوا سحب أموالهم من المنصة نتيجة لهذه السلوكيات، تجاهلت الشركة طلباتهم بالكامل وفُقد الاتصال بها بالكامل.