تنتشر في الآونة الأخيرة بشكلٍ ملحوظ شركات استثمار وهمية تلجأ إلى منصة التلجرام لترويج خدماتها الاحتيالية، من بينها شركة الرواء للاستثمار AL Rawa. وقد أثارت الإعلانات التسويقية التي أطلقتها الشركة عبر قناتها على التلغرام، الجدل حيال مدى مصداقية وعودها الربحية المبالغ بها، مما دفع بالكثير للبحث عنها والتحقق من شرعيتها. في هذا التقرير سوف نقدّم تحذيرات موضوعية مستندة على تقييم دقيق لشركة الرواء، مع الكشف عن حيلها وإرفاق الأدلة الملموسة التي تثبت تورطها بعمليات النصب، وذلك في إطار نشر التوعية بتجنب التعامل مع الشركات المشبوهة.
معلومات حول شركة الرواء AL Rawa
ظهرت شركة الرواء AL Rawa على منصة التلغرام عبر قناتها الخاصة، مدعيةً أنها شركة سعودية موثوقة من قبل وزارة التجارة السعودية وهيئة الاستثمار. تروّج الشركة المزعومة إلى أنها المكان الأمثل لتحقيق الأرباح من خلال الاشتراك في صفقات الاستثمار وتداول الفوركس والذهب والنفط والعملات الرقمية، والحصول على عوائد مجزية يوميًا بشرط الإيداع مسبقًا وفق مبالغ مالية محددة.
تقدم الرواء للاستثمار عروضًا مغرية للغاية بالنسبة للمتداولين المبتدئين والطامحين لتحقيق الثراء السريع دون عناء وانتظار، إذ تطلق استراتيجيتها التسويقية من خلال بث الوعود المتضمنة كسب الأرباح الضخمة دون تقديم أي دليل مادي أو إثباتات على نجاح هذه الاستثمارات. وفي الحقيقة هذا النوع من العروض المبالغ فيها هو سمةٌ مميزة للشركات النصابة التي تسعى لجذب أكبر عدد ممكن من الضحايا.
ويجدر بالذكر أيضًا أنّ الشركة لا تقدم أي معلومات حول تاريخ تأسيسها أو تفاصيل تراخيصها التنظيمية وهوية مالكيها، فضلًا عن اعتمادها على قناتها الخاصة على تلغرام دون الخضوع لأي رقابة تنظيمية شفافة مع غياب موقعها الالكتروني الرسمي، مما يثير الشكوك حول شرعيتها وقانونية عملياتها.
طريقة النصب التي تتبعها شركة الرواء للاستثمار
بمهارةٍ عالية، تستغل شركة الرواء للاستثمار AL Rawa سذاجة المستثمرين الراغبين بتحقيق الثروة السريعة، وذلك ببث وعود براقة بأرباحٍ خيالية وفورية عبر منصتها الخاصة على التلجرام. تسوق الشركة نفسها بقوة من خلال بث مجموعة من الإعلانات المستمرة والمضللة، تركز على فكرة الربح السهل والمستدام، مشددة على ضرورة إيداع مبالغ مالية معينة لتحقيق ذلك.
يستخدم المسئول المالي بالشركة لغةً مقنعة وموجهة، تستهدف بشكلٍ خاص الفئات الأقل خبرة، مما يدفعهم إلى الانضمام بسرعة إلى شبكة رواء الاحتيالية. وعلى الرغم من نشر الشركة لبعض الشهادات المزيفة لسحب الأرباح، إلا أنها تتجنب تقديم أي تفاصيل موثوقة حول هذه العمليات، لا سيما اسم ونسبة العميل وتذكر أنه "تم إخفاء الاسم حسب طلب المستثمر".
وللعلم، تعمل الشركة على تزويد العملاء بروابط غير فعالة، تدعي أنها تشرح من خلالها آلية تداول الأصول المالية، مما يزيد من حدّة الشكوك حول نواياها الحقيقية. وبذلك، بَنت الشركة صورةً وهمية عن نفسها، استهدفت بها المبتدئين من العملاء، بهدف الاستيلاء على أموالهم بطرقٍ احتيالية، ومن ثمّ تلوذ بالاختفاء أو المماطلة عند مطالبتها بسحب واسترداد الأموال من قبل عملائها.
هل شركة AL Rawa نصابة؟
بناءً على الفحص الدقيق والمراجعة الشاملة لشركة الرواء من قبل فريق التحقيق في موقع منصات الاحتيال، فقد تبين أنها وهمية، وتتبع أساليب احتيالية لجذب المستثمرين. إذ يعتبر غياب التراخيص الرسمية، وعدم وجود موقع إلكتروني موثوق، إلى جانب العروض المغرية جدًا التي لا تدعمها أي أدلة ملموسة، من المؤشرات القوية على أن الشركة تسعى لجذب الضحايا والاستيلاء على أموالهم بالدرجة الأولى.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد الشركة بشكلٍ كامل على منصة التلغرام لترويج خدماتها، يجعلها خارج نطاق الرقابة والمتابعة الرسمية، مما يسهل عليها ممارسة عمليات النصب والاحتيال. لذا، ينصح بتوخي الحذر الشديد وعدم التعامل مع مثل هذه الكيانات المضللة، والبحث الدقيق عن أي شركة استثمارية قبل التعامل معها والتأكد من حصولها على التراخيص اللازمة.
أدلة نصب شركة الرواء AL Rawa
بناءً على التحليل المقدم من قبل الخبراء في موقع منصات الاحتيال، يمكن تلخيص الأدلة التي تشير إلى أن شركة الرواء للاستثمار قد تكون متورطة في عمليات نصب واحتيال بما يلي:
- غياب التراخيص الرسمية.
- الافتقار إلى الشفافية وعدم الإفصاح عن بيانات الشركة.
- تقديم عروض الثراء السريع لجذب الضحايا الجدد.
غياب التراخيص الرسمية
على الرغم من ادعاء شركة الرواء للاستثمار بأنها موثقة ومسجلة لدى وزارة التجارة وهيئة الاستثمار في المملكة العربية السعودية، إلّا أنه وبعد التحقق من تلك المعلومات التي ذكرتها حول ترخيصها الرقابي عبر الموقع الوزاري، تبيّن أنه لا يوجد للشركة أي ترخيص أو رقم تسجيل لدى وزارة التجارة السعودية أو هيئة الاستثمار في المملكة، وبالتالي فهي غير مرخصة أبدًا.
ويجدر بالذكر أنّ التداول من خلال شركة استثمارية لا تحمل تراخيص رقابية غير موثوق وغير آمن، إذ يعرض العملاء لمخاطر عديدة واحتمالية كبيرة لخسارة أموالهم دون قدرتهم على مقاضاة الشركة غير الشرعية ومطالبتها بالأموال التي استحوذت عليها بأساليب مخادعة.
الافتقار إلى الشفافية وعدم الإفصاح عن بيانات الشركة
يُعاب على شركة AL Rawa عدم الإفصاح عن الكثير من البيانات المهمة والأساسية التي يحتاجها العملاء عادةً، بما في ذلك أنها لم تذكر تاريخ نشأتها وعنوان مقرّها الرئيسي، كذلك لم تصرح بهوية المالكين ومسئولي قسم الإدارة والقسم المالي.
فضلًا عن ذلك تعمدت الشركة الإشارة إلى تنظيمها الرقابي بصورةٍ عابرة دون أي تفصيل، فقد ذكرت أنها مصرح بها من قبل وزارة التجارة السعودية وهيئة الاستثمار، لكن وبعد الفحص والتحقيق حول صحة هذه البيانات، تَكشف أنها غير موجودة وغير صحيحة مطلقًا، وهذا مؤشر واضح على خداع الشركة واتباعها لأساليب الشركات النصابة.
تقديم عروض الثراء السريع لجذب الضحايا الجدد
وعود الشركة بأرباح خيالية وفورية دون أي جهد، يعتبر من العلامات التحذيرية الرئيسية لعمليات النصب. فالاستثمارات الحقيقية تتضمن دائمًا عنصر المخاطرة، ولا يمكن تحقيق أرباح مضمونة وسهلة.
وعلى الرغم من ادعاء الشركة بتحقيق أرباح كبيرة لعملائها، إلا أنها لم تقدم أي دليل مادي أو إثباتات على ذلك. فالشهادات المزيفة التي تنشرها الشركة لا يمكن الاعتماد عليها، إذ تنشر عبر حسابها على التلجرام بيانات حول عروضها الربحية المزعومة دون أي وثائق مثبتة حول آلية الاستثمار وطرق الدفع وهوية العميل، بما في ذلك هذا العرض المميز على حسب ادعائها، المُتضمن:
"تم الاشتراك من قبل عميل مجهول دون ذكر اسمه بحسب رغبته كما ادعت الشركة ضمن بنود العرض، بعرض 1000 ريال سعودي بتاريخ 29/ 12 / 2024 ولمدة شهرين مع منح العميل ربح يومي بقيمة 340 ريال سعودي وهو مبلغ كبير بالنسبة لأرباح شركات الاستثمار اليومية".
أيضًا تنشر الشركة آراء وشهادات مستمرة لعملائها مُحملة بعبارات الشكر والمديح للشركة والقائمين عليها عند استلام الأرباح على حدّ زعمها، لكن من الملاحظ عدم الإفصاح عن أسماء المشتركين أو بياناتهم التعريفية، بما يثير الشكوك حول مصداقيتها ونزاهتها في التعامل مع عملائها.
لا يوجد تعليقات