تايكون Taycoon Project

تنتشر أساليب النصب والاحتيال بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي التي تستغل قلة خبرة الأفراد ورغبتهم بتعلم كيفية تحقيق الثروة من أشخاص يمتلكون الخبرة والمعرفة، الأمر الذي يقودهم إلى تصديق الإعلانات الكاذبة والمزيفة والانجرار وراءها بسهولة. ومن الشركات التي تستغل حاجة الناس بهذه الطريقة هي شركة تايكون Taycoon project، وهي شركة نصابة أثبتت الأدلة التي جمعناها عنها أنها تروج لمفاهيم مزيفة عن حقيقية الاستثمار لجذب المشتركين والاحتيال عليهم.

ما هي شركة Taycoon Project؟

شركة تايكون هي عبارة عن مشروع بدأه شاب مصري يستهدف الأفراد من مختلف الخلفيات المادية والاجتماعية في جمهورية مصر من خلال المؤتمرات والفعاليات التي تروج لمشروع الشركة، وهذا المشروع هو حسب ما يدعي مساعدة للمصريين على تجاوز أزماتهم المادية والحصول على دخل عالي ومستقر من أجهزتهم المحمولة فقط عن طريق التداول.

تروج الشركة لدورات تدريبية وتعليمية مدفوعة في مجال التداول تدعي أنها كفيلة بوضع المشتركين فيها في المسار الصحيح لتعلم التداول وبدء تحقيق الأرباح. لكن في الواقع، تطلب الشركة مبالغ مالية كبيرة لقاء هذه الدورات دون أن تقدم للمشتركين فيها قيمة حقيقية.

علاوة على ذلك، تجذب شركة تايكون المزيد من المشتركين الجدد من خلال اعتمادها على نظام التسويق الشبكي، إذ تحث المسجلين لديها على جلب مشتركين جدد ليحصلوا على عمولات وأرباح على الأعضاء الذين يسجلون عن طريقهم.

هل شركة تايكون نصابة؟

نعم، شركة تايكون هي شركة نصابة تروج لمفاهيم خاطئة ومبالغ فيها عن حقيقية التداول والاستثمار لتغري الأفراد وتدفعهم إلى اتخاذ قرارات مندفعة بعد أن تشحنهم بهذه العواطف من خلال خطاباتها المحفزة التي تلعب على مشاعر الأفراد واحتياجاتهم. سنتحدث عن المزيد من الأدلة التي تثبت نصب شركة taycoon فيما يلي.

طريقة نصب شركة taycoon project

تستخدم شركة Taycoon project تطبيقات التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستجرام للترويج لفعالياتها ومؤتمراتها التي تروج فيها لمشروعها الاحتيالي. إذ تدعي الشركة أن لديها فريق من الخبراء والمحترفين في مجال التداول الذين سيرشدون المشتركين معها حول كيفية تحقيق الثروة والنجاح في هذا المجال.

المثير للتساؤلات هو أن شركة تايكون لا تقدم معلومات حقيقية وواضحة عن الخلفية الأكاديمية والمهنية لهؤلاء المتحدثين الذين تدعي أنهم خبراء في التداول والذين تعتمد عليهم لتضليل الأفراد وتحفيزهم للانضمام إلى مشروع الشركة الوهمي.

بعد أن ينجر هؤلاء الأفراد الذين تستهدفهم شركة تايكون وراء إعلاناتها وادعاءاتها المضللة، تطلب منهم الشركة دفع مبالغ مالية كبيرة لقاء الاشتراك بدوراتها التعليمية التي ليس لها قيمة حقيقية في الواقع. كما تروج الشركة لشركات تداول نصابة مثل IM Academy وIGenius الذين حذر منهم موقع منصات الاحتيال سابقاً وكشف عن حقيقة تورطهم بالاحتيال على المتداولين والاستيلاء على أموالهم.

وعندما يودع المشتركين أموالهم في هذه الشركات النصابة بناء على وعودها بتحقيق الأرباح الخيالية والحصول على الثروة، تستحوذ على أموال المتداولين لديها وتضع لهم الشروط ليتمكنوا من سحب المال تتمثل في دعوة أعضاء جدد للتسجيل لديها مقابل الحصول على عمولات على هؤلاء المشتركين.

وبالتالي توسع الشركة قاعدة عملائها وتقوم بتوزيع الأرباح للمشتركين القدامى من أموال المشتركين الجدد، وهي طريقة غير مستدامة وغير عادلة للربح. إذ يحصل الأعضاء في أعلى الهرم على النسبة العظمى من الأرباح، بينما يحصل المشتركين في أسفل الهرم على الفتات فقط. وقد ينهار نظام الربح الهرمي هذا بأي لحظة عندما يتوقف الأعضاء الجدد عن التسجيل ودفع الأموال، وبالتالي يخسر المشتركين في الشركة جميع أموالهم.

الأدلة على نصب شركة Taycoon project

بناء على نتائج التحقيق الذي أجراه فريق الامتثال القانوني في منصات الاحتيال عن طبيعة عمل شركة تايكون والشبهات المحيطة بها، حصل الفريق على مجموعة من الأدلة التي تؤكد نصب شركة تايكون وهي كالتالي:

عدم وجود تراخيص

لا تملك شركة تايكون أية تراخيص مالية تجعلها مؤهلة للترويج للخدمات الاستثمارية، كما أن الشركة غير مسجلة لدى أية جهة حكومية. الأمر الذي يزيد من خطورة التعامل معها لغياب الضمانات الأمنية التي تضمن للمتداولين حقوقهم.

كما يؤدي تهرب شركة تايكون من الامتثال للمعايير والضوابط القانونية إلى وضعها في خانة الشركات الاحتيالية وغير الآمنة، خاصة مع سلوكها المشبوه وخدماتها المزيفة.

الاعتماد على التسويق الشبكي

تعتمد شركة taycoon project على نموذج التسويق الهرمي أو الشبكي بشكل أساسي للترويج لفعالياتها ودوراتها التعليمية في مجال الاستثمار. إذ تدعي أنها تساعد المتداولين على تحقيق أرباح كبيرة وسريعة وتحثهم على دفع أموال طائلة مقابل ورشاتها وخدماتها، لكن عندما يرغب المتداولين في الحصول على أرباحهم تمتنع الشركة عن دفعها وتشترط عليهم دعوة أعضاء جدد ليحصلوا على العمولات والأرباح.

وقد أثبت نظام التسويق الشبكي فشله على مر السنين ومن خلال عدة تجارب مع شركات وهمية تدعي أنها تحقق الأرباح للمشتركين، لينهار هذا النظام أخيراً عندما يتوقف المشتركين الجدد عن التسجيل والدفع. وبالتالي يخسر الأعضاء في أسفل الهرم كافة أموالهم ويستولي الأعضاء في أعلى الهرم، وهم أصحاب المشروع، على أموال الضحايا.

الارتباط مع شركات نصابة

من خلال التقصي وراء عمليات شركة تايكون، توصل فريق منصات الاحتيال إلى حقيقة ارتباط الشركة مع شركات تداول نصابة سبق وأن حذرنا منها في تقاريرنا الماضية. وهذه الشركات هي شركتي IM Academy وIGenius اللتان تنتهجان نفس أسلوب النصب على المتداولين، والذي يتمثل بالترويج لوعود مزيفة بتحقيق أرباح سريعة وضخمة من التداول على منصاتها.

ولكن عندما يودع المتداولين أموالهم ويحققون بعض الأرباح الوهمية، لا تسمح لهم الشركة بسحب هذه الأرباح وتضع لهم الشروط والعراقيل، كما تحاول الضغط عليهم لإيداع أموال أكبر بطرق مختلفة، لتقوم بالاستيلاء على جميع هذه الأموال في نهاية المطاف.

وفيما يتعلق بطبيعة الارتباط بين شركة taycoon project وشركتي التداول النصابتين، يؤكد فريق منصات الاحتيال أن شركة تايكون تروج لهاتين الشركتين في فعالياتها وللأفراد الذين يسجلون في ورشاتها التعليمية، مستخدمة نفس ادعاءاتهما بضمان تحقيق أرباح عالية وثابتة خلال فترة قصيرة من التداول.

عدم تنفيذ طلبات السحب

يعتبر تهرب شركة تايكون من الوفاء بوعودها وتسليم المتداولين أرباحهم المزعومة الدليل الواضح والمباشر على أنها شركة نصابة. إذ عند مطالبة المسجلين لديها بالحصول على الأرباح الوهمية التي وعدتهم بها، تضع لهم الشركة العراقيل التي تمنعهم من الوصول إلى أموالهم.

كما تفرض الشركة على أعضائها جلب مشتركين جدد ليتمكنوا من تحصيل أرباحهم عن طريق العمولات على هؤلاء الأعضاء الجدد. وهو أسلوب انتهازي يقوم على ابتزاز المتداولين والضغط عليهم مادياً ومعنوياً حتى يورطون أشخاص جدد في عمليات الشركة الاحتيالية ويصبحوا جزء من شبكة النصب هذه.