ناجا NAGA

تبدو الأسواق المالية خياراً مغرياً للكثير من الأفراد للاستثمار وتحقيق الأرباح المالية، لكن هذه الأسواق لم تجذب المستثمرين فحسب بل سنحت الفرصة أمام شركات النصب والاحتيال للظهور والتحايل على المتداولين بهدف سرقة أموالهم. ومن هذه الشركات، سنتحدث في التقرير التالي عن شركة NAGA لنسلط الضوء على أبرز الشبهات المحيطة بها والتي تصنفها كأحد الشركات الواجب الحذر منها.

ما هي شركة NAGA؟

ناجا هي شركة تداول اجتماعي تقدم للمتداولين خدمات التداول على مجموعة متنوعة من الأصول تشمل الفوركس والأسهم والسلع وغيرها من المنتجات المالية. توفر الشركة هذه الخدمات من خلال منصة وتطبيق التداول الخاصين بها، مما يمنحها فرصة كبيرة لاستغلال المتداولين والتلاعب في الصفقات وهو ما أثبتته تجارب ضحاياها السابقين كما سنذكر لاحقاً.

لا يوجد معلومات واضحة عن تاريخ تأسيس الشركة أو تفاصيل عن مؤسسيها وموقعها الجغرافي، وتدعي أنها مرخصة من هيئة الخدمات المالية في سيشل. ولكن عند فحص هذا الترخيص تبين أنه غير مرتبط بالموقع الفرعي للشركة naga.com والذي تستهدف من خلاله المتداولين وتقوم بالحجز على أموالهم أو منعهم من سحبها والوصول إليها.

تمارس NAGA مجموعة من السلوكيات المشبوهة التي لفتت الانتباه إلى ضرورة مراقبتها ودراسة سلوكها مع العملاء للتعرف على مدى التزامها بالوعود التي تمنحهم إياها في البداية، ومن هنا تمكن فريقنا من التوصل إلى مجموعة من الأدلة التي تدين شركة NAGA وتثبت صحة ادعاءات ضحاياها ضدها.

هل شركة ناجا نصابة؟

نعم، تمارس NAGA مجموعة من السلوكيات المشبوهة التي تجعلنا نشكك في مصداقيتها ونزاهة خدمات التداول لديها. وسنناقش فيما يلي أبرز الأدلة التي تدعم هذه الشكوك.

طريقة نصب naga.com

تلجأ شركة NAGA إلى الترويج لنفسها على أنها شركة تداول صادقة وموثوقة، زاعمة أنها تملك تراخيص من هيئتين رقابيتين في سوق المال إحداها من هيئة الخدمات المالية في سيشل والأخرى من هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية. ولكن، عند التأكد من صحة هذه المزاعم والتراخيص، لم يكن صعباً على فريق التحقق في منصات الاحتيال من اكتشاف أكاذيب هذه الشركة. فقد تبين أن هذه التراخيص التي تزعم أن الهيئات الرقابية الصادرة عنها تلزم الشركة باتباع معايير صارمة لحماية المتداولين وأموالهم لا ترتبط بشكل مباشر بالموقع الفرعي لNAGA الذي تدير من خلاله عمليات النصب والاحتيال على المتداولين.

على أية حال، عند زيارة موقع الشركة الإلكتروني وقياس طبيعة وجودها الرقمي، ينخدع المتداولين بالصورة المضللة التي تحاول NAGA الظهور فيها على أنها شركة تداول حقيقية وموثوقة. ليقوموا بتصديق ادعاءاتها والتسجيل في منصتها، ولكن الأمر لا يطول على المتداولين حتى يبدأووا باكتشاف حقيقة وقوعوعهم ضحية لشركة نصب واحتيال تتلاعب في صفقات التداول والأسعار على المنصة لصالحها بهدف خسارتهم ثم تمنعهم من سحب ما تبقى من أموالهم بدون توضيح أسباب كافية لذلك. 

إذ يختفي فريق الدعم في NAGA بشكل شبه كامل عندما يريد المتداولين مراسلتهم لمعرفة سبب حظر حساباتهم أو تجميد أموالهم أو تصفير الحسابات بدون تنفيذ عملية السحب. وفي هذه المرحلة، يكون المتداولين قد خسروا جميع ما أودعوه وحققوه من أرباح وهمية على منصة NAGA دون أن يتمكنوا من الوصول لهذه الأموال بأية طريقة مجدداً.

الأدلة على نصب شركة ناجا

توصل فريق التحقق والامتثال القانوني في منصات الاحتيال إلى مجموعة من الأدلة التي تدين شركة ناجا وتثبت تورطها بعمليات احتيالية على المتداولين، أبرزها:

1. ورود الكثير من الشكاوى عن الشركة
2. غياب الضمانات
3. استخدام مجموعة من العناوين الإلكترونية المتشابهة 

ورود الكثير من الشكاوى عن الشركة

يشكو معظم المتداولين الذين سبق لهم خوض تجربة التداول مع شركة NAGA من مجموعة من النقاط السلبية المشتركة، وأبرز ما جاء في معظم الشكاوي الواردة عن ناجا هو اتهامها بالنصب المتعمد على المتداولين والاستيلاء على أموالهم. إذ تشير تجارب هؤلاء المتداولين إلى أن الشركة امتنعت عن تنفيذ طلبات السحب وقامت بالاستيلاء على أرصدتهم المالية الموجودة في حسابات التداول خاصتهم دون الاستجابة لأي من استفساراتهم حول سبب منعهم من الحصول على أموالهم. وقد خاض هذه التجربة عدد كبير من المتداولين الذين تعرضوا لنفس حادثة خسارة الأموال بنفس الطريقة، مما يثبت بأن NAGA تتعمد تضليل المتداولين للاستيلاء على أموالهم باستخدام مجموعة من الأساليب المشبوهة.

غياب الضمانات

لا تمنح NAGA المتداولين أية ضمانات أمنية حقيقية تحفظ حقوقهم وتؤكد على امتثال الشركة للمعايير والضوابط القانونية التي تحمي أموالهم. وعلى الرغم من ادعائها بأنها تملك ترخيصين ماليين من هيئة الخدمات المالية في سيشل وهيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية، إلا أنه عند التحقق من هذه التراخيص تمكن فريق منصات الاحتيال من الوصول إلى حقيقة أنها لا تخص الموقع الخاص بشركة NAGA الذي تقوم من خلاله باستغلال المتداولين. إنما وضحت الهيئات الرقابية المانحة لهذه التراخيص أنها مسؤولة عن الإشراف على عمليات شركة NAGA Capital وNAGA Markets اللتان تعملان بمواقع مختلفة عن موقع شركة Naga.com.

استخدام مجموعة من المواقع الإلكترونية المتشابهة

جرت العادة بين شركات التداول العالمية المرخصة والموثوقة أنها تقدم خدماتها لملايين المتداولين من مختلف أنحاء العالم من خلال نفس الموقع الإلكتروني وباستخدام نفس الهوية الرقمية، وذلك لتجنب التشويش على المتداولين وتعريضهم لخطر الوثوق بشركات وهمية تحاول انتحال اسم وشهرة هذه الشركات.

وعلى عكس ما تفعله شركات التداول الموثوقة، تستخدم NAGA مجموعة من المواقع الإلكترونية رغم أنها لا تملك قاعدة شعبية واسعة تتطلب تغيير موقعها الإلكتروني بين الفينة والأخرى. وتهدف الشركة من خلال هذه الطريقة إلى تضليل المتداولين والإيقاع بهم من خلال التشويش عليهم والالتفاف على التراخيص التي حصلت عليها تحت بعض الأسماء المتداولة لها، لتقوم بالنصب والاحتيال على المتداولين الذين يثقون بها بناء على مزاعم أنها مرخصها. إذ تقوم NAGA بتسجيلهم في منصاتها الغير مرخصة وتستدرجهم لإيداع أموالهم فيها حتى تستولي أخيراً على هذه الأموال دون أن ترتبط مواقعها المرخصة بعمليات النصب التي تنفذها من مواقع أخرى.