بيفكس BFEX

ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من شركات ومجموعات التداول التي تدعي أنها تقدم خدمات الاستثمار في العملات المشفرة مستغلة النمو الذي يشهده سوق العملات الرقمية في سنواته الأخيرة وإقبال المستثمرين عليه لما يحققه لهم من فوائد وأرباح كبيرة. ولكن بالطبع، لا تعتبر جميع هذه الشركات جديرة بالثقة، حيث يعتمد بعضها على تضخيم مكاسب الاستثمار في هذا السوق وتجميله بهدف النصب على المستثمرين كما تفعل شركة BFEX. وفي هذا المقال، سنتحدث بشكل مفصل عن الطرق التي تستخدمها شركة بيفكس في النصب على المستثمرين والأدلة التي تثبت ذلك.

من هي شركة Bfex

شركة BFEX هي شركة حديثة التأسيس تقدم خدمات الاستثمار والتداول في العملات الرقمية، تأسست في عام 2024 وتستهدف المستثمرين العرب والأجانب في أكثر من 180 دولة عبر العالم، كما تدعي بأن لها مراكز تداول مستقلة في دبي واليابان وسنغافورة وهونغ كونغ.

تقدم شركة بيفكس خدمة بيع وشراء وتداول العملات المشفرة من خلال عقود التداول الثنائية، من ضمنها عملة بيتكوين ولايتكوين وإيثيريوم والعملات المشتقة، وذلك باستخدام منصة أو تطبيق التداول الخاص بها. ومن المثير للانتباه أن الشركة لا تقدم معلومات كافية عن نفسها وهوية مؤسسيها بطريقة تجعلها غامضة بالنسبة للمستثمرين.

كذلك، تستخدم شركة Bfex أساليب ترويجية مضللة لتجذب المستثمرين عن طريق وكلائها وعبر ما يعرف بنظام التسويق الشبكي، كما تعدهم بتحقيق أرباح ضخمة ومضمونة عند التعامل معها، إلى جانب تحقيق دخل مستقر بشكل يومي بسهولة وبدون مخاطر. الأمر الذي دفعنا إلى التحقيق في طريقة عمل هذه الشركة والبحث في سجلاتها، ليتم اكتشاف الحقيقة المؤكدة حول نصبها واحتيالها على المستثمرين.

هل شركة BFEX نصابة؟

تشير الأدلة التي تمكن فريق التحقق والامتثال القانوني لدى منصات الاحتيال من الوصول إليها ان شركة Bfex هي شركة نصابة، والتي سنذكرها لاحقاً بعد كشف حقيقة الشركة وتفنيد أساليبها الاحتيالية التي تقودنا للشك في مصداقيتها.

طريقة نصب شركة BFEX

تستخدم شركة BFEX أسلوباً شائعاً بين شركات التداول النصابة وهو استهداف المستثمرين قليلي الخبرة في طبيعة ومتطلبات الاستثمار الأمن في أسواق التداول، من ضمنها تداول العملات المشفرة، وذلك عبر مجموعات خاصة على منصات التواصل الاجتماعي.

حيث وبالنسبة للمستثمرين العرب، تلجأ BFEX إلى استقطاب المستثمرين عبر منصة الفيسبوك بشكل رئيسي، فتقوم بنشر الإعلانات الاستثمارية المضللة والوعود بأرباح خيالية ومستقرة عند الاستثمار معها. كما تدعي BFEX أنها تقدم فرص استثمار وتداول في العملات المشفرة تحقق أرباح مضمونة بنسبة 99% دون وجود أية مخاطر من الخسارة لأن المجموعة تحمي أموالهم وتعوضهم في حال تعرضوا للخسائر حسب مزاعمها.

على الرغم من هذه الادعاءات، توحي تجارب ضحايا الاستثمار مع BFEX بعكس ما تزعمه الشركة من ضمانات وحماية للمستثمرين وأموالهم. حيث تفيد شهادات هؤلاء الضحايا بأنهم قد تعرضوا للنصب والخداع من قبل BFEX، مؤكدين على أن الشركة قد تجعلهم يحققون أرباح كبيرة في البداية. ولكن عندما يطلب المستثمرين الحصول على هذه الأرباح أو سحبها، تبدأ BFEX باللجوء إلى وسائل الغش للاحتيال عليهم ومنعهم من سحب الأموال.

كما تقوم الشركة بحظر حسابات المستثمرين بشكل نهائي تحت ذرائع كاذبة تستخدمها للتملص من منح هؤلاء المستثمرين حقوقهم ومطالبهم المحقة. عدا عن ذلك، لا تملك شركة بيفكس أية تراخيص تضمن نزاهة عمليات الاستثمار الخاصة بها وبالتالي حماية المستثمرين كما تدعي.

الأدلة على نصب شركة BFEX

تؤكد لنا مجموعة الأدلة التالية على أن شركة BFEX وما تروج له من استثمارات وهمية في العملات الرقمية ما هي إلا عمليات نصب بحتة. وهنا نستعرض أبرز الأدلة التي تمكنا من الحصول عليها:

عدم وجود تراخيص

عند البحث والتدقيق في سجل شركة BFEX وبعد التواصل مع الهيئات الرقابية العالمية، لم يتمكن فريقنا من العثور على أي تسجيل رسمي للشركة بصفة مزود خدمات مالية لدى أية هيئة أو رقابة تنظيمية. وبالتالي، فإن شركة BFEX تقدم خدمات استثمارية عالية المخاطر بدون الحصول على التراخيص التي تؤهلها لمزاولة هذه الأنشطة والتي تضمن حماية حقوق وأموال المستثمرين معها.

يذكر أن شركة Bfex تدعي عبر موقعها الإلكتروني بأنها مرخصة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية لخدمات المال، وعند البحث عن الشركة في موقع هذه الوزارة تبين لنا وجود إعلان يعبر عن أن الموقع غير مسؤول عن منح التراخيص أو التوصيات بأية شركة موجودة لديه. إنما الغرض من وجود هذه الشركات على الموقع هو توفير المعلومات العامة عنها للزوار فقط.

يعني ذلك بشكل واضح أن شركة bfex لا تحمل أية تراخيص، وهي تقوم علاوة على ذلك بتزوير معلوماتها وتضليل المستثمرين عبر الادعاء بأنها تمتثل لقوانين الهيئات التنظيمية، مما يثير المخاوف حول نواياها ودوافعها التي تجعلها تلجأ إلى تزوير الحقائق.

يعتبر عدم وجود أي اعتراف قانوني بشركة تداول واستثمار مثل شركة BFEX عامل شديد الخطورة يستوجب على المستثمرين التوقف عنده والحذر عند التعامل مع هذه الشركة، خاصة أنهم لن يتمكنوا من مقاضاتها قانونياً والحصول على حقوقهم منها في حال التعرض للاحتيال لأنها غير مسؤولة أمام أية هيئة قضائية.

هوية الشركة الغامضة

لا تتوفر عن شركة BFEX أية معلومات واضحة تجعلها مألوفة بالنسبة للمستثمرين، مثل المعلومات الخاصة بهوية مؤسسيها ومقر عملها والتي يمكن الرجوع إليها للتأكد من موثوقيتها ووجودها بشكل فعلي على أرض الواقع. كما لا تقدم شركة BFEX الكثير من المعلومات عن عمليات التداول والاستثمار الخاصة بها ولا توفر أرقام حقيقية للتواصل، مما يجعلها شركة غامضة بشكل مريب.

والمثير للقلق حول هذا الغموض المحيط بشركة BFEX هو عدم قدرة المستثمرين مرة أخرى على التعرف على شخصية الشركة وإثبات وجود عمليات استثمار خاصة بهم معها في حال احتاجوا لذلك، مثل إذا ما قامت بيفكس بمخالفة بعض المعايير التي تضر بالمستثمرين وتلحق بهم الخسائر. كما يؤدي تعمد الشركة هذا في إخفاء هويتها الحقيقية عن المستثمرين إلى وضعها في موضع الشك والبعد عن النزاهة المطلوب وجودها بشكل رئيسي في مجال حساس مثل مجال التداول والاستثمار.

التسويق الشبكي

تعتمد شركة Bfex على نظام التسويق الشبكي من أجل الترويج لخدماتها وجلب مستثمرين جدد، وهو نظام يقوم على النصب أولاً وأخيراً. حيث تلجأ الشركة إلى استخدام بعض الوكلاء لها في دول محددة تستهدفها، ليقوم هؤلاء الوكلاء بنشر الإعلانات المضللة عن الشركة وعروضها الاستثمارية المميزة.

ويروج وكلاء بيفكس أيضاً لما يعرف ببرنامج الإحالات، الذي يدعو الأفراد المستثمرين إلى تشكيل مجموعات خاصة بهم للترويج للشركة وجلب المزيد من المستثمرين الجدد مقابل الحصول على نسب وأرباح إضافية من عمليات كل مستثمر جديد يندرج كعضو تحت مجموعة المستثمر.

ولكن في واقع الأمر، سرعان ما تتلاشى دعايات ووعود شركة Bfex المبهرة عندما يبدأ المستثمرين بطلب الحصول على أموالهم، لتبدأ الشركة في تزوير الحقائق ووضع الحجج الضعيفة حتى تتهرب من الدفع للمستثمرين أو حتى إعادة رأس المال إليهم.

الوعود بأرباح يومية عالية مضمونة ومستقرة

تستقطب شركة BFEX المستثمرين عبر تزوير حقائق الاستثمار في العملات الرقمية والترويج لوعود بأرباح بعيدة عن الواقع. حيث تدعي الشركة في معظم إعلاناتها بأنها توفر للمستثمرين فرصة لتحقيق دخل يومي ثابت ومضمون وأرباح عالية تصل حتى 99%.

وهنا، تتوضح لنا لعبة الاحتيال الخبيثة التي تلعبها شركة بيفكس. فمن ناحية الوعود بأرباح مضمونة أولاً، لا يوجد ما يدعى ربح مضمون في أي نوع من أنواع الاستثمار. ومن المعروف أن لأي نشاط استثماري مجموعة من المخاطر، ترتفع أو تنخفض حسب سوق الاستثمار وعوائد الأرباح.

غالباً ما تكون المشاريع التي توفر فرص تحقيق أرباح ضخمة مثل العملات المشفرة مرتبطة بمخاطر خسائر فادحة. ومن هنا نستنتج أن شركة Bfex تتعمد تضليل المستثمرين ومشاركتهم جزء من صورة الاستثمار في العملات الرقمية، لتتمكن من جذبهم وإغرائهم بأرباح وهمية.

تسكير حسابات المستثمرين

تشير بعض الشكاوى التي تلقيناها في منصات الاحتيال من قبل ضحايا شركة Bfex، إلى أن الشركة تقوم بإغلاق حسابات المستثمرين بشكل متعمد بعد أن يكونوا حققوا أرباحاً كبيرة. وتستخدم الشركة مجموعة من الادعاءات لتبرر موقفها، لكن جميعها مبنية على اتهامات باطلة وعراقيل تضعها الشركة لتحول دون قدرة المستثمرين على تحقيق الشروط اللازمة لسحب أموالهم.

كما يعتبر لجوء Bfex إلى تسكير حسابات المستثمرين دون سابق إنذار علامة شديدة الخطر تدل على عدم نزاهة الشركة، وتتطلب من المستثمرين الحذر منها وعدم الانجرار وراء وعودها المزيفة.

تقديم شكوى ضد شركة Bfex

يمكن للمستثمرين الذين تم استغلالهم من قبل شركة Bfex أو أية شركة تداول واستثمار نصابة أخرى اللجوء إلى موقع منصات الاحتيال لتقديم شكوى عن الشركة والإبلاغ عن عملية الاحتيال التي تعرضوا لها. حيث يوفر موقع منصات الاحتيال خدمة الإبلاغ عن الشركات النصابة مجاناً، وذلك عن طريق ملئ استمارة الشكوى الموجودة على الصفحة الرئيسية للموقع.

سيقوم فريق من المتخصصين بمراجعة الشكوى وفحصها، وقد يحتاج فريق منصات الاحتيال إلى التواصل مع الضحايا بشكل مباشر للحصول على مزيد من المعلومات من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية ضد شركة النصب.