يستخدم المحتالون العديد من الأساليب للاحتيال في عالم الفوركس، ومن بين هذه الأساليب تبرز عمليات الاحتيال المتعلقة بروبوتات الفوركس. يروج هؤلاء النصابون لبعض الروبوتات الوهمية بهدف بيعها، مما يؤدي إلى خسارة المتداولين. في هذا المقال، سنستعرض بعضًا من هذه العمليات الاحتيالية التي تتم من خلال روبوتات الفوركس.
روبوتات التداول في الفوركس هي برامج أو أنظمة آلية تعتمد على خوارزميات معينة لتنفيذ عمليات التداول في سوق الفوركس نيابة عن المتداولين حيث تعمل هذه الروبوتات من خلال تحليل الأسواق المالية، وتحديد أفضل نقاط الدخول، واتخاذ قرارات الشراء أو البيع استنادًا إلى هذه التحليلات والمعايير المحددة مسبقًا.
تهدف هذه الروبوتات إلى تحقيق الربح من خلال التداول الآلي، مما يقلل من الجهد المبذول من قبل المتداول البشري ويجنب الكثير من الأخطاء التي قد يقع فيها.
عادة ما يستخدم المتداولون المبتدئون أو قليلو الخبرة هذه الروبوتات لتنفيذ عمليات التداول والاستفادة من سوق الفوركس دون الحاجة إلى بذل جهد كبير حيث يمكن برمجة هذه الروبوتات لتعمل وفق استراتيجيات محددة، مثل التداول استنادا إلى أنماط الأسعار أو المتوسطات المتحركة أو غيرها من المؤشرات الفنية.
ومع ذلك، يجب التنبية إلى أن هذه الروبوتات غالبًا ما تكون غير فعالة أو حتى غير مجدية، بل قد تكون مجرد وسيلة للاحتيال من قبل مصمميها. يسعى هؤلاء المحتالون إلى جذب أكبر عدد ممكن من الضحايا والاستيلاء على أموال المتداولين قليلي الخبرة، دون أن يحصل هؤلاء المتداولون على أي أرباح فعلية أو قيمة حقيقية من استخدام هذه الروبوتات.
تتمثل روبوتات الفوركس بأنواع مختلفة بناء على استراتيجيات المتداول وطريقة عمله. فيما يلي بعض الأنواع الرئيسية لهذه الروبوتات:
تتنوع أساليب الاحتيال المرتبطة بروبوتات الفوركس بشكل كبير، حيث يستغل المحتالون رغبة المتداولين في تحقيق أرباح سريعة دون بذل جهد كبير. فيما يلي بعض الأساليب الشائعة التي يستخدمها المحتالون في هذا المجال:
يروج المحتالون لروبوتات الفوركس بأنها قادرة على تحقيق أرباح مضمونة وسريعة، بنسبة نجاح عالية جدا و بمخاطر قليلة أو شبه معدومة حيث يدعون أن هذه الروبوتات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل الأسواق بدقة عالية جدا، مما يجعلها خالية تقريبا من الأخطاء.
لكن يجب أن تدرك، عزيزي القارئ، أن هناك بالفعل بعض روبوتات الفوركس المتقدمة التي تعتمد على تقنيات عالية لتحليل السوق بدقة كبيرة وتحقق بالفعل أرباحا معقولة. هذه الروبوتات معروفة بجودتها وفعاليتها.
ومع ذلك، ما نتحدث عنه هنا هي الروبوتات الاحتيالية الوهمية التي يروج لها النصابون. هذه الروبوتات غالبا لا تعتمد على تقنيات حقيقية، بل هي مجرد أدوات مزيفة تقدم تقارير وهمية عن نتائج التداول لإغراء واستدراج الضحايا.
يقوم المحتالون بتزوير سجلات الأداء للروبوتات، بحيث تظهر وكأنها تحقق أرباحا مذهلة في فترة قصيرة و في الواقع، يكون الأداء الذي يظهر في هذه التقارير مزيفا أو مستندا إلى بيانات تاريخية معدلة لإظهار نتائج إيجابية بغرض إغراء الضحايا.
والهدف من عرض المحتالون آراء العملاء وتقييمات وتقارير مزيفة لنتائج صفقات سابقة هو استدراج و إغراء الضحايا و إيهامهم بقدرة هذه الروبوتات على تحقيق أرباح سريعة ومضمونة في وقت قصير.
نحن دائما نحذر عبر موقعنا منصات الاحتيال من أي جهة تعرض نتائج مضمونة في سوق الفوركس، فهذا يعتبر مؤشرا كبيرا على وجود عملية احتيال، سواء كانت من شركة تداول فوركس أو روبوت تداول أو أي شخص يروج لمثل هذه الادعاءات.
واعلم عزيزي القارئ ان الأرباح المضمونة غير ممكنة في أي مجال، وليس فقط في صناعة التداول. لذلك، لا يقدم على هذا النوع من الادعاءات إلا الشركات النصابة والمؤسسات الاحتيالية التي تهدف إلى استغلال أموال المتداولين الضحايا.
في بعض الحالات، يتم بيع روبوتات غير مدعومة تقنيا من ناحية البرمجة أو الصيانة، مما يجعلها غير قادرة على العمل بكفاءة في السوق الحقيقي حيث قد يتوقف الروبوت عن العمل فجأة أو يتخذ قرارات تداول خاطئة تؤدي إلى خسائر فادحة. هذا الأسلوب هو جزء من ممارسات الاحتيال التي تروج لها بعض شركات الفوركس والمحتالين الذين يستغلون المتداولين تحت مسمى روبوتات الفوركس.
الدليل على هذا الاحتيال هو أن هذه الروبوتات تعرض بتكاليف منخفضة لجذب المتداولين، ولكن بعد الشراء يكتشف المستخدمون وجود تكاليف إضافية مخفية، مثل رسوم اشتراك شهرية أو تكاليف صيانة مستمرة حيث في البداية، يتم استدراجهم بشراء روبوتات غير مدعومة تقنيا وضعيفة الأداء.
على الجانب الآخر، يجب أن تدرك، عزيزي القارئ، أن الروبوتات الحقيقية والقوية في هذا المجال تكون عادة ذات تكلفة أعلى. هذه التكلفة تعكس جودة البرمجة والدعم الفني المستمر الذي يضمن أداء موثوقا في الأسواق المالية، على عكس تلك الروبوتات التي يروج لها المحتالون برسوم منخفضة.
هناك العديد من الأمثلة الحقيقية على عمليات الاحتيال التي تمت باستخدام روبوتات الفوركس، حيث استغل المحتالون تطلعات المتداولين لتحقيق أرباح سريعة. فيما يلي بعض الأمثلة:
في أوائل عام 2009، كان روبوت Fap Turbo واحدا من أشهر روبوتات الفوركس التي وعدت بأرباح سريعة ومضمونة و تم الترويج للروبوت بأنه يتمتع بنسبة نجاح عالية جدا وقادر على تحقيق أرباح ضخمة.
ومع ذلك، اشتكى العديد من المستخدمين من خسائر كبيرة، وكشفوا أن الروبوت لم يعمل وفقا للوعود التي تم ادعائها و كان الأداء الفعلي للروبوت مختلفا تماما عما تم الترويج له، مما أدى إلى اتهامات بالاحتيال.
تم الترويج لهذا الروبوت على أنه يعتمد على استراتيجيات تحليل معقدة وذكاء اصطناعي لتحقيق أرباح ثابتة. ومع ذلك، كشف العديد من المستخدمين أن الروبوت كان يعتمد على بيانات مزيفة في تسويق أدائه.
و كانت التقارير التسويقية التي أظهرت نتائج ناجحة مجرد تلاعب بالبيانات، بينما تعرض المستخدمون لخسائر كبيرة بعد الشراء ووقوعهم في فخ نصب محكم.
في مجال الخيارات الثنائية، كانت هناك حالات عديدة لروبوتات احتيالية، حيث يروج لها على أنها قادرة على تحقيق أرباح كبيرة في وقت قصير.
أحد الأمثلة على ذلك كان روبوت تداول ادعى أنه يعتمد على ذكاء اصطناعي لتحليل السوق. لكن في الحقيقة، لم يكن الروبوت يعمل بشكل صحيح، وكانت الصفقات التي نفذها غير مربحة، مما أدى إلى خسائر كبيرة للمستخدمين وزيادة أرباح النصابين.
يمكنك ايضا الاطلاع على قصص عن استرداد أموال الاحتيال من الشركات النصابة.
لحماية نفسك من عمليات الاحتيال المرتبطة بروبوتات الفوركس، يمكنك اتباع بعض الخطوات المهمة التي تساهم في تجنب الوقوع في الفخاخ. أولا، عليك البحث والتحقق من سمعة الروبوت والشركة المطورة له قبل الشراء أو الاستخدام. هذا يمنحك نظرة شاملة حول الروبوت؛ فإذا كانت الآراء والمراجعات غير إيجابية، فلن يكون من الحكمة المخاطرة بأموالك في مثل هذه الروبوتات المشبوهة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب الانجراف وراء الوعود الزائفة التي تعدك بأرباح مضمونة أو سريعة مع نسب نجاح مرتفعة للغاية حيث في عالم التداول، لا يوجد شيء مضمون، والأسواق دائما متقلبة، مما يزيد من حجم المخاطر. لذلك، عليك أن تكون حذرا تجاه أي عرض يبدو مغريا بشكل مبالغ فيه.
أيضا، من المهم طلب نسخة تجريبية من الروبوت الذي ترغب في شرائه، لتتمكن من تجربته على حساب تجريبي قبل استثمار أموال حقيقية. هذه الخطوة تتيح لك اختبار أدائه دون المخاطرة بأموالك. كذلك، يجب التدقيق في التكاليف المرتبطة باستخدام الروبوت، بما في ذلك رسوم الاشتراك الشهري أو تكاليف الصيانة، والتحقق من وجود أي تكاليف مخفية قد تظهر بعد الشراء.
تجنب أيضا الروبوتات التي تعرض بأسعار منخفضة بشكل غير معتاد، فقد يكون ذلك مؤشرا على جودتها الرديئة ومحاولة لاستدراجك في عملية احتيال لذلك يجب عليك التعامل مع شركات مرخصة ومنظمة من قبل هيئات رقابية معترف بها حيث يمنحك هذا حماية إضافية في حال حدوث أي مشاكل.
نعم، روبوتات التداول حقيقية وتستخدم في الأسواق المالية مثل الفوركس. هي برامج حاسوبية تعتمد على خوارزميات لتحليل الأسواق وتنفيذ الصفقات تلقائيا بناء على معايير محددة. رغم فعاليتها أحيانا، إلا أنها ليست خالية من المخاطر ولا تضمن أرباحا و من الضروري التمييز بين الروبوتات الحقيقية والاحتيالية التي تعد بأرباح مضمونة وغالبا ما تؤدي إلى خسائر قبل استخدام أي روبوت.
أفضل روبوتات التداول هي تلك التي توفر أدوات قوية وتتمتع بسمعة جيدة في السوق، دون أن يقدم المروجون لها وعودا زائفة بأرباح مضمونة أو سريعة. تتميز هذه الروبوتات بأداء قوي وتكون مدعومة تقنيا بشكل جيد و هناك العديد من هذه الروبوتات الموثوقة التي تتوفر فيها هذه الشروط وتحقق نتائج إيجابية للمستخدمين.
لا، التداول الآلي ليس مضمونا. رغم أن روبوتات التداول قد تنفذ استراتيجيات معينة بشكل تلقائي، إلا أنها لا تضمن أرباحا ثابتة بسبب تقلبات السوق غير المتوقعة والأخطاء البرمجية المحتملة. لذا، يجب استخدامها بحذر مع التأكد من اختبارها على حسابات تجريبية وإدارة المخاطر بشكل فعال.
يعتبر بيرني مادوف هو أعظم نصاب في العصر الحديث، حيث أسس شركة استثمارية في وول ستريت وجمع نحو 65 مليار دولار من المستثمرين عبر مخطط بونزي. كان يدفع عوائد المستثمرين الجدد من أموال المستثمرين السابقين. انهار المخطط في عام 2008 خلال الأزمة المالية، وتم القبض عليه وحُكم عليه بالسجن 150 عامًا. وتمثل قضيته درسًا هامًا حول أهمية التحقق من مصداقية الشركات الاستثمارية.