فوركس دوت كوم FOREX.com

يبحث المستثمرون دومًا عن شركات موثوقة تضمن أمان أموالهم وتوفر بيئة تداول شفافة وعادلة. إلا أن هذا المجال، للأسف، لم يخلُ من الجهات التي تستغل ثقة المتداولين، وتقوم بممارسات مشبوهة تهدد أموالهم. من بين هذه الشركات، تبرز شركة FOREX.com التي تدعي أنها تمتلك تاريخًا عريقًا وخبرة تفوق 25 عامًا، بينما تشير الأدلة والتحذيرات الرسمية إلى عكس ذلك تمامًا. في هذا المقال، نسلّط الضوء على حقيقة شركة FOREX.com، ونكشف الطرق التي تُستخدم في النصب والاحتيال باسم الاستثمار، مع عرض تحذيرات رسمية وأدلة موثّقة تؤكد خطورة التعامل معها. إذا كنت تفكر في التداول عبر هذه المنصة، أو سمعت بها مؤخرًا، فإن قراءة هذا التحذير قد تنقذك من خسائر مالية جسيمة.

ما هي شركة FOREX.com؟

شركة FOREX.com هي شركة تداول عبر الإنترنت تقدم خدمات التداول في مجموعة من الأسواق المالية، تشمل الفوركس، المؤشرات، الأسهم، العملات المشفّرة، الذهب، النفط، السلع الأساسية. وتدّعي أن لها تاريخًا طويلًا يعود إلى عام 2001 في هذا المجال. علمًا أن الشركة مملوكة لشركة أخرى تُدعى GAIN Global Markets Inc، والتي سبق أن تم التحذير منها من قبل هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية.

تستقطب الشركة عملاءها من خلال الترويج على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات الممولة، والتي غالبًا ما تكون مضللة، إذ تحثّ المستثمرين على اغتنام "فرصة لا تُعوّض"، رغم أنها شركة عادية جدًا.

وعلى الرغم من ادعائها امتلاك خبرة طويلة، فإنها شركة غير مرخصة فعليًا. وحتى في حال امتلاكها ترخيصًا، فإنه غالبًا ما يكون من هيئة ضعيفة وغير معترف بها بين الهيئات الرقابية المرموقة، ولا يوفر درجات الأمان الكافية لحماية المتداولين.

هل شركة FOREX.com نصابة؟

نعم، شركة Forex.com شركة نصابة تدعي أنها رائدة في مجال التداول وتتمتع بتاريخ طويل وسمعة طيبة، إلا أن التحقيقات أثبتت أنها شركة غير مرخصة ومتورطة في أعمال نصب. وقد أصدرت هيئة الأوراق المالية والسلع في الإمارات تحذيرًا رسميًا بشأنها، وهناك العديد من الأدلة التي تؤكد تورّطها في الاحتيال، و سنستعرضها لاحقًا.

طريقة نصب شركة FOREX.com

تروج شركة فوركس دوت كوم لنفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال إعلانات ممولة، تزعم فيها أنها شركة ذات سمعة طيبة وتعمل في المجال منذ أكثر من 20 عامًا. وتُستخدم في هذه الإعلانات عبارات مضللة يروّج لها مسوّقون مقابل مبالغ مالية، بهدف إظهار الشركة بصورة جذابة وموثوقة، وذلك تحت شعارات مثل "مكافآت برنامج التاجر النشط" الذي يدّعي أن التداول المكثف يزيد من الأرباح، بالإضافة إلى وعود باسترداد نقدي عند التداول بكميات كبيرة.

إلا أن هذه العروض تهدف في الواقع إلى دفع المتداولين للتداول بكميات ضخمة، بينما تقوم الشركة بالتلاعب بالأسعار، مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للمستخدمين. وعند اكتشاف الأمر ومحاولة المتداولين تقديم شكاوى إلى الجهات التي يُفترض أن ترخص الشركة، يتبيّن أن تلك الجهات الرقابية ضعيفة، وأن الشركة محذّر منها من قبل هيئة رقابية مرموقة مثل "سلطة الخدمات المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة".

وعند محاولة سحب الأموال المتبقية من المنصة، يواجه المتداولون صعوبات كبيرة، إذ تتعمد الشركة تعطيل عمليات السحب، مما يُعد شكلاً من أشكال الاحتيال المنظم على العملاء.

الأدلة على نصب شركة FOREX.com

هناك العديد من الأدلة التي تكشف نصب شركة فوركس دوت كوم FOREX.com والتي منها الاتي: 

• عدم ترخيص شركة FOREX.com والتحذير منها من قبل هيئه مرموقه.
• التلاعب في الأسعار أثناء تداول المستخدمين.
• إعلانات ترويجية مضللة لاستقطاب الضحايا.
• عدم حصولها على أي تراخيص مالية طوال فترة تأسيسها وحتى الآن.

1- عدم ترخيص شركة FOREX.com والتحذير منها من قبل هيئة مرموقة

شركة فوركس دوت كوم FOREX.com هي في الأصل مملوكة لشركة أخرى تُدعى "جانا جلوبال إل.إل.سي"، وهي شركة غير مرخصة أيضًا. ويُعد اسم "فوركس دوت كوم" مجرد اسم تجاري تابع لها، وقد حصل على ترخيص ضعيف للغاية من هيئة النقد في جزر كايمان، وهي جهة تنظيمية تُعد من أضعف الهيئات الرقابية ولا تُقارن بالهيئات المالية القوية والمعروفة.

وقد أصدرت هيئة الأوراق المالية والسلع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي جهة تنظيمية مرموقة ومعروفة، تحذيرًا واضحًا من التعامل مع هذه الشركة ضمن قائمة من الشركات النصابة المحذر منها، وكذلك مع الشركة الأم "جانا جلوبال ماركتس إل.إل.سي"، حيث أكدت أن هذه الشركات غير مرخصة لمزاولة أي نشاط خاضع لرقابتها و إشرافها.

ودعت الهيئة المستثمرين إلى ضرورة التحقق من صحة التراخيص الصادرة عن الشركات قبل الشروع في التعامل معها، مما يشير إلى أن شركة "فوركس دوت كوم" قد تكون ادعت زورًا حصولها على ترخيص من الهيئة.

2- التلاعب في الأسعار أثناء تداول المستخدمين 

تقوم شركة فوركس دوت كوم FOREX.com بالترويج المضلل على أنها فرصة استثمارية قوية، وتدّعي أنها توفر أرباحًا مرتفعة كلما زادت قيمة التداول. إلا أنه عند دخول المتداولين برؤوس أموال كبيرة، تبدأ الشركة بالتلاعب في الأسعار، خاصة أثناء التقلبات الحادة في السوق. 

ففي كثير من الأحيان، لا تُنفذ الأوامر في مواقعها الصحيحة، ويتم تفعيل أوامر وقف الخسارة رغم أن السعر لم يصل إليها فعليًا، مما يتسبب في خسائر كبيرة للمتداولين. ويُعزى هذا السلوك إلى كون الشركة "صانع سوق"، حيث تحقق أرباحها من خسائر عملائها.

3- عدم حصولها على أي تراخيص مالية طوال فترة تأسيسها وحتى الآن

الشركة النصابة غالبًا ما تروج لنفسها على أنها جهة موثوقة وذات تاريخ طويل. نعم، قد يكون لها تاريخ طويل، لكنها لم تحصل طوال هذه المدة إلا على ترخيص مالي واحد فقط وقد أوضحناه سابقًا وهو ترخيص ضعيف للغاية، لا يوفر الحد الأدنى من الأمان المطلوب لحماية المستثمرين، بل تُثار حوله الشكوك.

وعلاوة على ذلك، لم تنجح الشركة في الحصول على أي تراخيص مالية أخرى من جهات رقابية مرموقة، وهو ما يعزز الشكوك حول مصداقيتها. فلو كانت شركة جديرة بالثقة، لحصلت على تراخيص من هيئات رقابية صارمة ومعروفة. 

غياب هذه التراخيص يؤكد أنها شركة غير موثوقة وتفتقر إلى السمعة الجيدة، مما يعزز الشكوك في طبيعة أنشطتها ويكشف عن طابعها الاحتيالي.

4- إعلانات ترويجية مضللة لاستقطاب الضحايا 

تروّج شركة فوركس دوت كوم FOREX.com لنفسها عبر مسوّقيها على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو على أنها شركة قوية وذات سمعة طيبة، وأنها تعمل في المجال منذ أكثر من 25 عامًا. 

هذا الترويج يدفع الكثير من المبتدئين إلى الانضمام إليها، خصوصًا أن المسوّقين يحصلون على مقابل مادي للترويج دون أن تكون لديهم أي خبرة حقيقية في التداول. في الواقع، الشركة لا تتمتع بالمصداقية التي يروّجون لها، ولا تحمل التراخيص المالية التي تؤهلها لكسب ثقة العملاء. 

وللأسف، ينخدع العديد من المتداولين المبتدئين بهذه الدعاية، مما يعرضهم لاحقًا لخسائر فادحة وخطر كبير على رأس مالهم.