لعبة طريق الدجاجة Chicken Road

مع الانتشار الكبير لفكرة الثراء السريع عبر الإنترنت، ظهرت العديد من التطبيقات والألعاب التي تُغري المستخدمين بوعود زائفة بالربح الفوري. ومن أبرز هذه الألعاب التي أثارت الجدل مؤخرًا لعبة طريق الدجاجة Chicken Road، التي انتشرت إعلاناتها بشكل مكثف على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا المقال يسلّط الضوء على طريقة نصب لعبة Chicken Road، ويكشف الأدلة التي تؤكد أنها ليست سوى فخ رقمي جديد يستغل طموح المستخدمين لتحقيق أرباح غير مشروعة.

ما هي طريقة نصب Chicken Road؟

انتشرت في الآونة الأخيرة إعلانات لعبة طريق الدجاجة Chicken Road بشكل واسع عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث تُعرض على أنها لعبة سهلة تتيح لك الثراء السريع أو جني أرباح كبيرة في وقت قصير. وتتمثل بعض هذه الإعلانات في مشاهد تمثيلية لشخص لا يستطيع دفع ثمن وجبة في مطعم، فيلجأ إلى اللعبة ويكسب المال فورًا ليسدد الفاتورة، وذلك في محاولة لجذب الناس بطريقة مضللة.

الفكرة الأساسية للعبة كما تروجها هذه الإعلانات هي عبور الطريق أو القفز دون عقبات للوصول إلى "البيضة الذهبية". لكن الواقع مختلف تمامًا، حيث تشترط اللعبة إيداع مبلغ لا يقل عن 20 دولارًا، في حين أن الحد الأدنى للسحب هو 50 دولارًا، مما يجعل استرجاع أموالك أمرًا شبه مستحيل. في البداية قد تُظهر اللعبة أرباحًا بسيطة لجذبك، لكنها سرعان ما تبدأ بخسارتك كل ما ربحت من خلال التلاعب في مجريات اللعب، كاصطدام الدجاجة بالسيارات أو احتراقها قبل الوصول للنهاية، حتى وإن نجحت في العبور.

الحد الأدنى للرهان هو 0.01 يورو، لكن في الحقيقة هذه اللعبة ما هي إلا وسيلة من وسائل القمار المضللة، حيث تصل نسبة المخاطرة والخسارة فيها إلى 99.9%. صُممت اللعبة أساسًا لسلب أموال اللاعبين تحت غطاء "لعبة ترفيهية"، وهي في حقيقتها خدعة احتيالية بحتة. لذلك وجب التحذير من الانجرار وراء لعبة Chicken Road وأمثالها من ألعاب "الثراء السريع" المشبوهة.

هل لعبة Chicken Road عملية نصب؟

نعم، فإن نصب لعبة Chicken Road أمر واقع وملموس، حيث تزايدت الشكاوى وانتشرت مقاطع الفيديو التي تثبت عمليات الاحتيال المرتبطة بهذه اللعبة والقائمين عليها. فهي توهم اللاعبين بفكرة الثراء السريع، ثم تقوم بالاستيلاء على أموالهم في لحظات. وهناك العديد من الأدلة التي تؤكد ذلك، وسنذكرها لاحقًا.

طريقة نصب لعبة طريق الدجاجة Chicken Road

تقوم لعبة طريق الدجاجة Chicken Road على استغلال نفسية الطامحين في الثراء السريع من خلال الوهم بالربح بضغطة زر واحدة. تعتمد هذه اللعبة على حملات إعلانية ممولة تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف ومنصات الفيديو، حيث تُظهر مقاطع قصيرة توحي بإمكانية تحقيق أرباح بمجرد عبور تحدٍ بسيط لشخصية الدجاجة، مصحوبًا برسوم متحركة فكاهية لجذب الانتباه.

ورغم تعدد نسخ اللعبة (مثل عبور طريق أو تخطي تحدي النيران)، إلا أنها تشترط على اللاعب إيداع حد أدنى قدره 20 يورو، بينما لا يُسمح بالسحب إلا بعد الوصول إلى 50 يورو. كما تشترط لعب 35 مرة للحصول على رصيد المكافآت، وإكمال 50 دولارًا كحد أدنى قبل محاولة السحب.

المشكلة أن عملية السحب مشكوك فيها أساسًا، إذ غالبًا ما يواجه اللاعب عراقيل تمنعه من استلام أمواله، ليكتشف في النهاية أنه وقع ضحية خدعة. فاللعبة متعمدة في جعل اللاعبين يخسرون التحديات أو أرباحهم، مما يُظهرها كوسيلة احتيال مقننة، خصوصًا أنها غير خاضعة لأي جهة رقابية، ما يجعل الأموال تضيع أمام أعين اللاعبين دون إمكانية الاسترداد أو التبليغ.

الأدلة على نصب لعبة طريق الدجاجة Chicken Road

هناك العديد من الأدلة التي تؤكد أن لعبة طريق الدجاجة Chicken Road تُمارس فيها أساليب نصب واحتيال، ومن أبرز هذه الأدلة:

• غياب أي إشراف رقابي على اللعبة.
• التلاعب في التحديات داخل اللعبة وتعمد خسارة اللاعبين.
• صعوبة كبيرة في سحب الأموال وشروط تعجيزية.
• اعتماد إعلانات ترويجية مكثفة ومضللة لجذب اللاعبين.

1- غياب أي إشراف رقابي على اللعبة

غياب الرقابة يعني أن اللعبة تعمل خارج أي إطار قانوني أو إشراف رسمي أو تراخيص قانونية، وهذا يمنح القائمين عليها حرية التلاعب دون محاسبة. فالألعاب الرقمية الموثوقة عادةً ما تخضع لمتابعة من جهات تنظيمية أو شركات حماية المستهلك لضمان حقوق اللاعبين.

في حالة لعبة طريق الدجاجة، لا يوجد أي سجل واضح للشركة المطورة أو الجهة التي تقف وراءها، مما يجعلها بيئة مثالية للاحتيال. اللاعب يدخل اللعبة ويستثمر أمواله دون ضمانات أو حماية قانونية في حال تعرض للخسارة غير المبررة.

هذا الغياب التام للشفافية يعكس نية مسبقة لدى مطوري اللعبة باستغلال المستخدمين، وهو أول دليل واضح على أن اللعبة غير آمنة.

2- التلاعب في التحديات داخل اللعبة وتعمد خسارة اللاعبين

من أبرز أساليب الاحتيال في اللعبة هو التحكم في نتائج التحديات بشكل غير عادل، حيث يتم برمجة المراحل بطريقة تجعل اللاعب يخسر في أوقات محددة. و قد يبدو الأمر في البداية وكأنه مجرد صعوبة في اللعب، لكن مع التكرار يظهر أن الخسارة متعمدة وليست طبيعية.

الهدف من هذا التلاعب هو دفع اللاعبين لإعادة المحاولة وإنفاق المزيد من الأموال بحجة تحسين فرصهم أو شراء أدوات تساعدهم على الفوز. ومع ذلك، فإن النتيجة تظل محسومة لصالح اللعبة. و هذا النوع من الخداع يُفقد اللعبة أي قيمة ترفيهية حقيقية، ويحوّلها إلى وسيلة لاستنزاف أموال اللاعبين فقط.

3- صعوبة كبيرة في سحب الأموال وشروط تعجيزية

من أكبر الإشكاليات التي يواجهها اللاعبون في لعبة طريق الدجاجة هي عملية سحب الأرباح. فعلى الرغم من الوعود بتحقيق أرباح مغرية، إلا أن آلية السحب معقدة، وغالبًا ما يواجه اللاعبون شروطًا تعجيزية تجعل الحصول على أموالهم شبه مستحيل.

بعض اللاعبين يذكرون أنهم مطالبون بتحقيق حد أدنى ضخم قبل السماح بالسحب، أو يُطلب منهم دفع رسوم إضافية غير مبررة. وفي حالات كثيرة، لا يتم السحب أصلًا مهما استوفى اللاعب الشروط.

و هذا الأسلوب يكشف بوضوح أن الغرض من اللعبة ليس الترفيه ولا الربح، بل الاحتيال على أموال اللاعبين ومنعهم من استعادتها.

4- اعتماد إعلانات ترويجية مكثفة ومضللة لجذب اللاعبين

تعتمد اللعبة على حملات إعلانية واسعة النطاق، تركز على الوعود الكاذبة بتحقيق أرباح سريعة وسهلة. هذه الإعلانات تستهدف شريحة واسعة من المستخدمين، خصوصًا الشباب والباحثين عن دخل إضافي.

تُظهر الإعلانات لاعبين وهميين يحققون أرباحًا كبيرة خلال وقت قصير، مما يغري المتابعين بتجربة اللعبة. لكن عند الانضمام، يكتشف اللاعب أن الواقع مختلف تمامًا عما تم الترويج له.

الاعتماد على هذا النوع من الدعاية المضللة هو دليل آخر على أن اللعبة قائمة على الخداع، وليست منصة موثوقة للربح أو الاستثمار.