مع الثورة التي أحدثها ChatGPT في مجال الذكاء الاصطناعي خلال عام 2023، ظهرت موجة جديدة من عمليات الاحتيال في مجال الاستثمار والتداول. هذه العمليات تدعي استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق أرباح خيالية في الأسواق المالية، مستهدفة بشكل خاص المستثمرين المبتدئين. في هذا المقال، سنستكشف طرق النصب المستخدمة، والأدلة على وجود الاحتيال، ونقدم تعريفاً شاملاً لهذه الظاهرة والمنصات المرتبطة بها، بهدف تسليح القراء بالمعرفة اللازمة لحماية أنفسهم من هذه الممارسات الخادعة.
تتمثل هذه الظاهرة في قيام بعض الأفراد أو الشركات بالترويج لأنظمة تداول تدعي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة ChatGPT، لتحقيق أرباح استثنائية في الأسواق المالية. يزعم هؤلاء المحتالون أن أنظمتهم قادرة على تحليل البيانات السوقية بدقة فائقة وتقديم توصيات تداول شبه مضمونة الربح.
هذه الأنظمة المزعومة تستغل الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي وشهرة ChatGPT لجذب المستثمرين. يتم تصوير هذه التقنيات على أنها "الحل السحري" لتحقيق ثروات سريعة في عالم الاستثمار، مما يجعلها جذابة بشكل خاص للمبتدئين والباحثين عن فرص استثمارية سهلة.
غالباً ما تستخدم هذه المنصات مصطلحات تقنية معقدة ورسومات بيانية مبهرة لإضفاء مظهر العلمية والدقة على عملياتها. يتم عرض "نتائج" مذهلة ومعدلات نجاح عالية، مدعومة بشهادات وقصص نجاح مزيفة لمستخدمين سابقين.
الحقيقة هي أن الذكاء الاصطناعي، رغم تطوره الهائل، لا يزال غير قادر على التنبؤ الدقيق بحركات الأسواق المالية أو ضمان الأرباح في عالم التداول المعقد والمتقلب. إن ادعاءات تحقيق أرباح ثابتة ومرتفعة باستخدام الذكاء الاصطناعي هي في الواقع علامة تحذير واضحة على وجود عملية احتيال.
الأسواق المالية تتأثر بعوامل متعددة ومعقدة، بما في ذلك الأحداث الجيوسياسية، والتغيرات الاقتصادية، وسلوك المستثمرين، وهي عوامل يصعب التنبؤ بها بدقة حتى مع أكثر التقنيات تطوراً. لذلك، فإن أي نظام يدعي القدرة على التنبؤ المستمر والدقيق بحركات السوق يجب النظر إليه بشك كبير.
آلية عمل منصات التداول الاحتيالية التي تدعي استخدام ChatGPT تتبع نمطاً معيناً مصمماً لخداع المستثمرين وجذبهم. هذه المنصات تستغل شهرة الذكاء الاصطناعي وخاصة ChatGPT لإضفاء مصداقية زائفة على عملياتها.
تبدأ هذه المنصات بنشر إعلانات مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر. هذه الإعلانات تستهدف بشكل خاص الأفراد المهتمين بالاستثمار والتكنولوجيا. تستخدم اسم ChatGPT بشكل صريح، مدعية أنها طورت نسخة خاصة من هذه التقنية للتداول في الأسواق المالية.
عند النقر على الإعلان، يتم توجيه المستخدم إلى صفحة ويب مصممة بشكل احترافي. تحتوي هذه الصفحة على فيديوهات توضيحية، رسوم بيانية معقدة، وشهادات مزيفة من "مستخدمين ناجحين". الهدف هو خلق انطباع بأن النظام متطور وموثوق به.
تحتوي الصفحة على نموذج تسجيل يطلب معلومات شخصية. بمجرد تقديم المعلومات، يتلقى الشخص مكالمة هاتفية من "مستشار مالي" مدرب على الإقناع. يستخدم هذا الشخص تقنيات نفسية متطورة لإقناع الضحية بإيداع الأموال.
بعد الإيداع، يُمنح المستخدم الوصول إلى واجهة تداول تبدو متطورة. هذه الواجهة تعرض "تحليلات" مزعومة من ChatGPT وتوصيات للتداول. في البداية، قد يرى المستخدم "أرباحاً" في حسابه لتشجيعه على إيداع المزيد من الأموال.
يتم الاتصال بالمستخدم بشكل متكرر لتشجيعه على إيداع المزيد من الأموال، مع وعود بأرباح أكبر. ولكن عندما يحاول المستخدم سحب أمواله، يواجه صعوبات وعراقيل متعددة.
في النهاية، قد تختفي المنصة تماماً، تاركة المستثمرين دون وسيلة لاسترداد أموالهم. من المهم أن يدرك المستثمرون أن ChatGPT لم يُصمم للتنبؤ بحركات الأسواق المالية، وأن أي ادعاء باستخدامه لتحقيق أرباح مضمونة في التداول هو علامة واضحة على الاحتيال.
بناءً على المعلومات التي ذكرناها في الأعلى، فمن المؤكد والواضح أنه لا يوجد شيء يُعرف باسم التداول من خلال ChatGPT. يجب الفصل بين إكسبرتات التداول الآلية وبين ما يُعرف باسم التداول بالذكاء الاصطناعي. إكسبرتات التداول هي نصوص برمجية يتم تركيبها على منصات التداول المتخصصة مثل الميتاتريدر وتريدنج فيو من أجل تنفيذ صفقات تداول وفق استراتيجيات معينة.
ودون الخوض في تفاصيل كثيرة، يجب الإشارة إلى أن هذه الإكسبرتات ليست فعّالة بشكل دائم. على الرغم من أنها قد تقدم أداءً جيدًا في بعض الأحيان، إلا أنها ليست ضمانًا لتحقيق أرباح مستمرة. يعتمد نجاحها على العديد من العوامل بما في ذلك السوق والاستراتيجية المستخدمة والتحديثات البرمجية المستمرة.
أما الجزء الآخر، وهو التداول من خلال الذكاء الاصطناعي، فهو فكرة استغلها النصابون والمحتالون لجذب الضحايا. يتم تقديم هذه الفكرة على أنها وسيلة مضمونة لتحقيق أرباح كبيرة بسرعة، ولكن في الواقع، لا يوجد أي نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنه ضمان النجاح في التداول
على الرغم من تعدد منصات الاحتيال التي تدعي استخدام ChatGPT أو الذكاء الاصطناعي بشكل عام في التداول، إلا أن هناك سمات مشتركة تميزها، والتي يمكن إجمالها فيما يلي:
السمة الأبرز التي تشترك فيها المنصات النصابه هي الوعود بأرباح غير واقعية، لكن هذه السمة تتفاقم بشكل ملحوظ عندما يتعلق الأمر بمنصات الاحتيال التي تدعي استخدام ChatGPT. هذه المنصات تستغل الغموض والإثارة المحيطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقديم وعود مبالغ فيها بشكل صارخ. فبدلاً من الوعود المعتادة بأرباح مرتفعة ولكن معقولة نسبياً، تذهب هذه المنصات إلى أبعد من ذلك بكثير.
قد تصل ادعاءات هذه المنصات إلى حد الوعد بأرباح تتجاوز عشرة أضعاف رأس المال في يوم واحد فقط، وهو أمر يتنافى مع أبسط مبادئ الاستثمار والواقع الاقتصادي. هذه الوعود الخيالية تستهدف استغلال طمع المستثمرين وقلة خبرتهم، معتمدة على فكرة أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحقيق ما يعجز عنه البشر. يتم تصوير ChatGPT كأداة سحرية قادرة على التنبؤ بحركات السوق بدقة مطلقة، متجاهلين حقيقة أن الأسواق المالية تتأثر بعوامل معقدة ومتغيرة لا يمكن التنبؤ بها بهذه الدقة.
في الواقع، هذه الادعاءات المفرطة هي في حد ذاتها أكبر مؤشر على طبيعة هذه المنصات الاحتيالية. إذ أن أي عائد استثماري يتجاوز بهذا القدر المعدلات الطبيعية في الأسواق المالية يجب أن يثير الشكوك الفورية لدى المستثمرين الحذرين. من المهم أن يدرك المستثمرون أن الأرباح الحقيقية في الأسواق المالية تأتي نتيجة للدراسة المتأنية، والتحليل الدقيق، وإدارة المخاطر بحكمة، وليس من خلال حلول سحرية أو تقنيات خارقة مزعومة.
من العلامات الأخرى الواضحة جداً في هذه المنصات الاحتيالية هو استخدامها المفرط لمصطلحات مثل "ChatGPT" و"ChatTrade" في حملاتها الدعائية. هذه المنصات تعتمد بشكل كبير على هذه المصطلحات في إعلاناتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والفيديوهات الترويجية المدفوعة، وجميع أشكال الدعاية الأخرى. الهدف من هذا الاستخدام المكثف هو استغلال الاهتمام العالمي بالذكاء الاصطناعي وشهرة ChatGPT على وجه الخصوص.
هذه الاستراتيجية التسويقية تهدف إلى خلق فكرة راسخة لدى الضحايا المحتملين بأن الذكاء الاصطناعي سيكون المفتاح السحري لتحقيق ثروات هائلة من خلال التداول. تقوم هذه المنصات بتصوير ChatGPT وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى كأدوات خارقة قادرة على التنبؤ بحركات السوق بدقة لا يمكن للبشر تحقيقها، متجاهلة عمداً التعقيدات والمخاطر الحقيقية المرتبطة بالتداول في الأسواق المالية.
من المهم أن يدرك المستثمرون أن مجرد استخدام هذه المصطلحات بكثافة لا يعني بالضرورة وجود تكنولوجيا حقيقية أو فعالة وراءها. في كثير من الأحيان، تكون هذه المصطلحات مجرد واجهة لجذب الانتباه وإضفاء مظهر التطور التكنولوجي على عمليات احتيال تقليدية
في بعض الحالات، يتجاوز الأمر مجرد الاحتيال المباشر عبر منصات وهمية، ليصبح الهدف من الترويج لفكرة التداول باستخدام الذكاء الاصطناعي هو جذب الضحايا إلى شركات تداول غير موثوقة وذات سمعة سيئة. هذه الشركات، التي غالباً ما تكون معروفة في الأوساط المالية بممارساتها المشبوهة، تستغل جاذبية الذكاء الاصطناعي كوسيلة لاستقطاب عملاء جدد.
هذه الشركات تتعمد في كثير من الأحيان خسارة المتداولين واستنزاف أموالهم من خلال ممارسات غير أخلاقية وأحياناً غير قانونية. قد تشمل هذه الممارسات التلاعب في أسعار الأصول، وفرض رسوم خفية باهظة، وتنفيذ الصفقات بأسعار غير مواتية للعميل، أو حتى رفض طلبات السحب بحجج واهية. الوعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة يصبح مجرد واجهة لجذب المزيد من الضحايا إلى هذه الممارسات الاستغلالية.
هناك قاسم مشترك يربط بين الغالبية العظمى من المنصات وشركات التداول المشبوهة، ألا وهو صعوبة سحب الأموال. هذه السمة تتجلى بوضوح في منصات التداول الاحتيالية، بما في ذلك تلك التي تدّعي استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الحرية المالية والثروات للمتداولين.
تبدأ هذه المنصات بوعود براقة وإغراءات كبيرة، مدعية قدرتها على تحويل المستثمرين العاديين إلى أثرياء بين ليلة وضحاها. غير أن الحقيقة المرة تظهر بعد قيام العميل بعملية الإيداع الأولى. فجأة، تختفي إمكانية التواصل مع المنصة، ويجد العميل نفسه عاجزاً عن الوصول إلى أمواله أو حتى التحدث مع أي ممثل للشركة.
هذا النمط من الاحتيال يستغل طموحات الناس ورغبتهم في تحسين أوضاعهم المالية، لكنه في النهاية لا يؤدي إلا إلى خسائر مالية وخيبات أمل كبيرة. لذا، من الضروري توخي الحذر الشديد عند التعامل مع أي منصة تداول، خاصة تلك التي تقدم وعوداً غير واقعية بأرباح سريعة وضخمة.
منصات الاحتيال Scam platforms تبذل جهودًا حثيثة لكشف شركات ومنصات التداول النصابة بالأدلة والبراهين. يتألف فريق العمل من فريق التحقق وفريق الامتثال القانوني الذين يعملون بلا كلل لكشف هذه الشركات وإثبات عمليات الاحتيال التي تقوم بها. يعتمد الفريق على أساليب تحقيق متطورة ويستخدم معايير قانونية دقيقة لضمان كشف الحقيقة وتقديم أدلة قوية ومقنعة.
توفر منصات الاحتيال خدمة مجانية تمكن المتداولين في الوطن العربي والمستثمرين من التحقق وفحص شركات التداول النصابة. في هذه الخدمة، يقوم فريق منصات الاحتيال بفحص الشركات المشبوهة نيابة عن المتداولين، حيث يتم تحليل ومراجعة أنشطتها بدقة، وجمع الأدلة والبراهين التي تؤكد تورطها في عمليات النصب. هذا يتيح للمتداولين تجنب الوقوع ضحايا لهذه الشركات واختيار الشركة الأنسب لهم بثقة وأمان.
يمكنك بسهولة الاطلاع على صفحة الكشف عن شركات ومنصات التداول النصابة على موقع منصات الاحتيال، حيث ستجد تقارير مفصلة وشاملة عن الشركات التي تم فحصها. تحتوي هذه التقارير على كل ما يحتاجه المتداول لمعرفة ما إذا كانت الشركة نصابة أم لا؟
لا يمكن الاعتماد على ChatGPT لتحقيق أرباح في التداول.حبث انه عبارة عن نموذج ذكاء اصطناعي تم تصميمه للتفاعل النصي والإجابة على الأسئلة، وليس للتنبؤ بحركات الأسواق المالية أو ضمان الأرباح في التداول. على الرغم من التطور الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يمكن لأي تقنية حتى الآن التنبؤ بحركات الأسواق بدقة مطلقة. الادعاءات التي تقدم ChatGPT كأداة للتداول المربح هي في الواقع علامات تحذيرية على وجود عملية احتيال. الأسواق المالية تتأثر بعوامل معقدة ومتغيرة باستمرار، مما يجعل من المستحيل على أي نظام ذكاء اصطناعي ضمان الأرباح في هذا المجال.
هناك عدة علامات تحذيرية تشير إلى منصات التداول الاحتيالية التي تدعي استخدام الذكاء الاصطناعي. أولاً، الوعود بأرباح غير واقعية وسريعة هي علامة رئيسية على الاحتيال، حيث تعد هذه المنصات بتحقيق عوائد ضخمة في وقت قصير، وهو أمر غير منطقي في عالم الاستثمار. ثانيًا، الاستخدام المفرط لمصطلحات مثل "الذكاء الاصطناعي" و"ChatGPT" في إعلاناتهم الترويجية يهدف إلى إضفاء مظهر متطور وموثوقية زائفة على هذه المنصات. ثالثًا، الإعلانات المكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف الأفراد المهتمين بالتكنولوجيا والاستثمار هي مؤشر آخر على النية الاحتيالية. وأخيرًا، صعوبة سحب الأموال بعد الإيداع هي تجربة شائعة بين ضحايا هذه المنصات، حيث يواجهون عراقيل متعددة عند محاولة استرداد أموالهم.
لحماية نفسك من منصات التداول الاحتيالية، يجب اتباع بعض الخطوات الوقائية. أولاً، تحقق من موثوقية الشركة ومنصتها من خلال مراجعة المصادر المستقلة والتعليقات من المستخدمين الآخرين. الشركات المرخصة والموثوقة تخضع لتنظيمات صارمة من قبل هيئات مالية معروفة. ثانيًا، تجنب العروض التي تبدو جيدة لدرجة لا تصدق، خاصة تلك التي تعد بأرباح خيالية وسريعة. مثل هذه العروض غالبًا ما تكون وسيلة لجذب الضحايا. ثالثًا، احرص على استخدام منصات تداول معروفة ومرخصة، والتي تتمتع بسمعة جيدة وتاريخ طويل في الصناعة. وأخيرًا، كن حذرًا من الإعلانات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، واستشر مستشارًا ماليًا موثوقًا قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية لضمان أنك تتخذ خطوات آمنة ومدروسة.
استعادة الأموال بعد عملية الاحتيال تعتمد على عوامل عدة، منها نوع الاحتيال وسرعة اتخاذ الإجراءات. من الضروري الإبلاغ عن عملية النصب للسلطات المختصة والمنصة المعنية بأسرع وقت، حيث كلما كان ذلك أسرع، زادت فرص الاسترداد. يمكن أن تتضمن الإجراءات القانونية الاستعانة بمحامٍ متخصص. لكن يجب أن تكون على دراية بأنه لا توجد ضمانات. لذا من المهم اتخاذ احتياطات أمان فعالة لحماية أموالك.