في عالم مليء بالفرص والتحديات المالية، لا يمكن تجاهل الإعلانات المتكررة التي تظهر على منصات التواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب، تلك الإعلانات التي تجري دعوتك بقوة إلى التداول في سوق الخيارات الثنائية أو ما يُعرف بعقود الأوبشن. إنها تعد بإمكانية تحقيق أرباح سريعة وجذابة، وربما قد شاهدت هذه الإعلانات وأثرت في تفكيرك المالي. ولكن ماذا يحدث عندما تنقلب هذه الوعود اللامعة إلى كوابيس مالية؟ هل تعرضت للخسارة أو الاحتيال من قبل إحدى تلك الشركات؟ سنبحر في هذا المقال ونعرف طرق استعادة الأموال من هذه الشركات، وسنكشف عن الطرق والإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع تلك التجارب الصعبة واستعادة ما قد تكون قد فقدته.
تداول الخيارات الثنائية أو عقود الأوبشن هو نهج مختلف تمامًا عن التداول التقليدي الذي نعرفه. ظهرت هذه الأدوات لأول مرة في عام 1974 على بورصة شيكاغو في الولايات المتحدة، وأصبحت متاحة للجمهور في عام 2008.
الفكرة الأساسية لتداول الخيارات الثنائية تدور حول المراهنة على ما إذا كان سعر أحد الأصول سيرتفع أم سينخفض في فترة زمنية محددة. إنها عملية مراهنة، وقد يصفها البعض بأنها أقرب إلى القمار. ولذلك جاء اسم "ثنائي"، لأنك تختار بين خيارين فقط: صعود السعر أو هبوطه.
التحدي الرئيسي في تداول الخيارات الثنائية هو أنها تخضع لأوقات انتهاء محددة، حيث تتراوح بين دقائق وأسابيع، ومعظمها تنتهي في يوم واحد. إذا قمت بالرهان على أن السعر سيصعد إلى مستوى معين ولم يحدث ذلك، فإنك ستخسر قيمة عقدك بالإضافة إلى العمولة المدفوعة للشركة. والمشكلة الكبيرة هنا هي أن هذه العقود لا يمكن إغلاقها قبل انتهاء الوقت المحدد. بغض النظر عن ما إذا كان السعر وصل إلى الهدف المستهدف، لا يمكنك إغلاق الصفقة قبل انتهاء الوقت المحدد.
يجب ملاحظة أن تداول الخيارات الثنائية محظور في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والعديد من دول العالم منذ سنوات الأخيرة. وهناك عدد قليل جدًا من الوسطاء المنظمين الذين يقدمون تداول الخيارات الثنائية، مما يجعل هذا النوع من التداول غير قانوني في الكثير من الأماكن.
الفارق الرئيسي بين تداول الفوركس وتداول الخيارات الثنائية أو عقود الأوبشن يتمثل في عامل الوقت الحاسم الذي يُحدد في كل صفقة تداول في سوق الخيارات، وهذا العامل غير موجود في سوق الفوركس.
في سوق الخيارات، يتعين على المتداول أن يختار مدة زمنية معينة لصفقته، ولا يمكنه إغلاق الصفقة أو التحكم فيها قبل انتهاء هذه المدة. هذا يعني أنه يجب على المتداول تحديد ما إذا كان سعر الأصل سيصعد أو ينخفض خلال هذه المدة.
على العكس، في سوق الفوركس، يمكن للمتداولين فتح وإغلاق صفقاتهم في أي وقت يرغبون فيه، دون تقييدات زمنية. وهذا يتيح لهم تحليل السوق واتخاذ القرارات بناءً على التحليلات الفنية والأساسية وتوقعات المحللين المختلفة.
لذلك، يمكن القول إن تداول الخيارات الثنائية يكون أكثر شبهًا بالمقامرة من التداول، حيث يعتمد بشكل أساسي على توقع اتجاه السعر في مدة زمنية معينة دون الحاجة إلى تحليل معقد للأسواق. بينما يعتمد تداول الفوركس على التحليلات والاستراتيجيات المتعددة التي تستند إلى معرفة أعمق بالأسواق المالية وعواملها المؤثرة.
تدور الكثير من الأسئلة والجدل حول تداول الخيارات الثنائية أو عقود الأوبشن، وفي الواقع، يُمكن القول إن غالبية طرق تداول الخيارات تُعتبر عمليات نصب واحتيال، وأن هذا السوق غير شرعي بشكل عام.
على الرغم من وجود اختلافات في اللوائح المالية والقوانين التشريعية بين الدول الكبرى مثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تم حظر تداول الخيارات في تلك الأماكن، فإن الأغلبية العظمى من دول العالم تصنفها على أنها طرق نصب واحتيال.
أحد أبرز الهيئات الرقابية التي عملت على حظر تداول عقود الأوبشن أو الخيارات الثنائية هي هيئة الأوراق المالية والبورصات القبرصية. وذلك بسبب انتشار كبير للوسطاء الغشاشين في سوق تداول الخيارات وتكرار حالات الاحتيال.
سبب آخر لتجريم تداول الخيارات في العديد من الدول العالم هو اعتبارها بمثابة وسيلة للمقامرة وليس للتداول الحقيقي. إذاً، فهي تبتعد عن مفهوم المضاربة وتتيح فقط اختيارين هما الصعود أو الهبوط دون مراعاة لأساسيات الأصول المالية والمعرفة الاقتصادية
سوق تداول الخيارات الثنائية قد اكتسبت سمعة سيئة خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب وجود الكثير من الوسطاء غير الأخلاقيين الذين يستغلون الثقة والجهل في عالم التداول. يتمثل الغش والاحتيال في سوق الخيارات الثنائية في العديد من الأشكال، منها:
يتم تسويق روبوتات التداول بشكل مكثف كأدوات يمكنها تنفيذ الصفقات بشكل تلقائي دون تدخل بشري. يتم تقديم وعود بجني أرباح طائلة من خلال هذه الروبوتات دون الحاجة إلى خبرة تداولية. يتم استخدام تكتيكات تسويق عدوانية مثل التسويق الشبكي لجذب المستثمرين. ولكن في الواقع، تثبت هذه الروبوتات أنها لا تقدم استفادة كبيرة ولا تحقق الوعود المروجة لها. وإذا حققت أرباحًا، فإنها غالبًا ما تتسبب في خسائر أكبر لاحقًا.
تقوم بعض شركات تداول الخيارات بالادعاء بأنها مرخصة وحائزة على الجوائز وتقديم تداول خيارات ثنائية شرعي في أسواق مختلفة حول العالم. ومع ذلك، يتم تحظير تداول الخيارات الثنائية في معظم دول العالم ويُعتبر غير قانوني بسبب العديد من الشكاوى المستمرة من عمليات الاحتيال والنصب التي تقوم بها بعض الوسطاء. هذا النوع من التداول يجعل عمليات الاحتيال أسهل نسبيًا.
يعتمد هذا النوع من الاحتيال على الأفراد الذين يقومون بترويج فكرة تداول الخيارات الثنائية أو عقود الأوبشن بوصفها فرصة رائعة لتحقيق أرباح هائلة. غالبًا ما يكونون يملكون قاعدة متابعين كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب. يُظهرون أنهم يمتلكون استراتيجيات ناجحة للتداول ويقدمون توصيات تداولية. ومع ذلك، في الحقيقة، يمكن أن يكونوا مروجين لوكالات التداول أو يكونون قد تلقوا أموالًا مقابل الترويج لشركات معينة دون وجود استراتيجيات حقيقية.
إذا كنت قد أصبت بالفعل ضحية لأحد المحتالين أو النصابين في سوق تداول الخيارات، فإننا ننصحك باتخاذ الإجراءات التالية:
ربما تتلقى اتصالًا هاتفيًا من بعض الشركات النصابة أو المحتالين بهدف تشجيعك على إجراء عمليات إيداع إضافية، ويتحدثون عن ضرورة إيداع المزيد من الأموال لاسترداد الأموال التي خسرتها.
يجب عليك أن تعلم أن هذا الأمر غير صحيح، ولن تستعيد الأموال التي تعرضت للاحتيال بها، ولن يتم إرجاع الأموال التي تقوم بإيداعها مرة أخرى.
هذه خطوة مهمة وضرورية، حيث يجب عليك جمع جميع التفاصيل التي تعرفها عن الشركة أو الشخص المحتال الذي تعاملت معه، مثل وسائل الإيداع التي استخدمتها أو عنوان موقع الويب أو أسماء الأشخاص المتورطين.
تلك التفاصيل التي قد تبدو غير مهمة بالنسبة لك قد تكون حاسمة بالنسبة للجهات المختصة لاتخاذ إجراءات قانونية.
نظرًا لعدم تنظيم سوق تداول الخيارات الثنائية في كثير من البلدان، قد تجد صعوبة في العثور على الجهات الرقابية التي يمكنك التواصل معها.
لذلك، يمكنك التواصل مع الجهات المحلية المعنية أو جهات مكافحة النصب والاحتيال مثل موقع منصات النصب والاحتيال لتقديم شكوى لهم. سنقدم لك تفاصيل حول كيفية تقديم الشكوى لموقع منصات النصب والاحتيال بالتفصيل لاحقًا.
الآن، نأتي إلى الخطوة الأهم التي يبحث عنها جميع الأشخاص الذين أصبحوا ضحايا لشركات تداول الخيارات أو أي من الأشخاص المتورطين في هذا النوع من التداول. إذا كنت واحدًا من هؤلاء الأشخاص وتعرضت للنصب والاحتيال بأي من الطرق التي تم ذكرها أو غيرها، فإننا ندعوك إلى أن تقدم شكوى رسمية إلى المنصة الرسمية والمعتمدة من قبل العديد من المنظمات من أجل استعادة أموالك الخاصة.
ونود أن نُذكرك، عزيزي القارئ، أننا في موقع "منصات النصب والاحتيال" نحتفظ بتواصل فعّال ومباشر مع الجهات الرقابية والتنظيمية في العديد من دول العالم. بالإضافة إلى ذلك، نحن عضو في الاتحاد العالمي لمكافحة النصب والاحتيال، ونعمل بشكل فعّال وقوي على استرداد الأموال من الشركات النصابة، ولدينا العديد من الأمثلة التي تُظهر نجاحنا في استرداد أموال الكثير من الضحايا.
كل ما عليك فعله هو تقديم شكوى رسمية لنا من خلال نموذج الشكاوى الخاص بنا على موقع "منصات النصب والاحتيال". بعد ذلك، سيقوم فريق الامتثال القانوني بالتواصل معك بعد فحص الشكوى والتحقق منها.
سنعمل بشكل جاد على تقديم كل الدعم والوسائل الممكنة للعمل على استعادة أموالك. يجب عليك توفير وشرح جميع المعلومات المتعلقة بالشركة النصابة والأشخاص المحتالين الذين تعاملت معهم في سوق تداول الخيارات، بما في ذلك طرق الإيداع وتحويل الأموال التي قمت بها في تلك الشركات النصابة.
نود أن نذكرك أيضًا أن أي تفاصيل قد تقدمها لنا، مهما كانت، فهي تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لك وتشكل جزءًا هامًا في القضية، وقد تكون دافعًا يستخدمه فريق الامتثال القانوني الخاص بنا في العمل على استرجاع أموالك.
تداول الخيارات، كما ذكرنا في الأعلى، يثير الكثير من الشكاوى وقد صُنِف في العديد من الدول كطريقة غير شرعية للتداول واعتبرته بمثابة مقامرة بدلاً من تداول أو استثمار. وبالرغم مما سبق، نحن لا ننصح بالتداول عبر هذه العقود التي تحمل الكثير من شبهات النصب والاحتيال. في الواقع، نجد أن هناك قلة من الهيئات الرقابية التي تنظم عملية التداول في هذا النوع من الأسواق، ولذلك ندعو دائمًا إلى التعامل مع وسطاء موثوقين.
يجب أن نشير إلى أمر مهم، وهو أن معظم شركات تداول الخيارات الثنائية المنتشرة في الوطن العربي ليست مرخصة، وهناك الكثير من الاتهامات الموجهة إليها بالنصب والاحتيال، وذلك استنادًا إلى الشكاوى التي تصلنا بشكل دوري. هذه الشركات تستخدم غالبًا أساليب دعائية عدوانية بهدف إيهام الأشخاص المهتمين بالتداول بأنهم يمكن أن يصبحوا أغنياء من خلال بدء التداول معها. ربما قد رأيت بالفعل إعلانًا لإحدى هذه الشركات، ومنها شركة أولمب تريد.
بناءً على ما سبق، ننصح المتداولين أو الأشخاص الذين يفكرون في الانخراط في سوق التداول بالابتعاد عن هذا النوع من التداول. يمكنك تعلم التداول في أسواق أخرى مثل سوق الفوركس أو سوق الأسهم وغيرها إذا كنت ترغب في ذلك، ولكن تأكد من أنك تتعامل مع شركات مرخصة وذات سمعة جيدة. لا تنخدع بالإعلانات التي تشاهده على منصات التواصل الاجتماعي والتي يتم تمويلها من قبل شركات مشبوهة بهدف جذب المزيد من الضحايا.
ويجب أن نذكر أن الثراء السريع في أسواق التداول والوعود الوهمية التي يتم الترويج لها ليست سوى وسيلة لجذب الانتباه ولعب بأحلام الأشخاص المهتمين بالتداول، وغالباً ما تكون غير واقعية وتفتقر إلى أساس تحليلي مستدام.
توجد العديد من الدول التي جرمت تداول الخيارات واعتبرته واحدة من أساليب النصب أو القمار.
نحن هنا في موقع منصات النصب والاحتيال نمتلك سجلًا كاملًا بقائمة شركات التداول والاستثمار النصابة. يمكنك استخدام محرك البحث الخاص بنا لمعرفة الشركة المُصابة والطرق النصب التي يتم بها وكافة تفاصيل عنها.
استرداد الأموال من شركات التداول النصابة يتطلب فقط تقديم شكوى إلى موقع منصات النصب والاحتيال وتقديم كافة التفاصيل والمعلومات المتاحة لديك حول شركة التداول وطريقة النصب التي تم بها وما إلى ذلك من تفاصيل.
استعادة الأموال المفقودة في العملات المشفرة تعتبر مهمة صعبة وتعتمد بشكل كبير على سبب الخسارة. إذا كانت الأموال قد فقدت بسبب اختراق منصة أو عملية احتيال، فمن المهم التواصل مع المنصة المعنية والإبلاغ عن الحادث. في بعض الحالات، يمكن أن يتم تعويضك من قبل المنصة لكن من المهم أن نكون واقعيين؛ ففرص الاستعادة غالبًا ما تكون محدودة.
