الخيارات الثنائية، تعد من أدوات التداول المثيرة للجدل والتي تعتمد على التوقعات البسيطة لأسعار الأصول حيث يراهن المتداول على ارتفاع سعر أصل معين لفترة زمنية معينة. ورغم أنها تروج كوسيلة لتحقيق أرباح سريعة، إلا أنها في الواقع تنطوي على مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى خسائر فادحة. في هذا المقال، نستعرض ماهية الخيارات الثنائية، لماذا يجب تجنب تداولها، والأسباب التي تجعلها أشبه بالقمار، مع تسليط الضوء على بعض المنصات التي تقدم هذا النوع من التداول. كما سنناقش الطرق التي تعتمدها هذه المنصات لتحقيق الأرباح على حساب المتداولين، بالإضافة إلى تحليل قانونية هذه العمليات.
الخيارات الثنائية، أو ما يُعرف بـ "الباينري أوبشن"، هي نوع من عقود التداول التي تعتمد بشكل كبير على التوقعات والحظ، دون الحاجة إلى التحليل الفني أو الأساسي. في هذا النوع من التداول، يتوقع المتداول ارتفاع أو انخفاض سعر أصل معين خلال فترة زمنية محددة. بناءً على هذا التوقع، يضع مبلغًا معينًا من المال كرهان. إذا تحقق التوقع، يربح المال، وإذا لم يتحقق، يخسر كامل الرهان. والأمر لا يتوقف هنا؛ إذا قرر المتداول إلغاء الصفقة قبل انتهاء الفترة الزمنية المحددة، فإنه يخسر كامل المبلغ أيضًا.
ومثال ذلك نفترض أنك تتداول على زوج اليورو/الدولار، وسعره الحالي 1.00 دولار. إذا توقعت أن السعر سيرتفع إلى 1.20 دولار خلال خمس دقائق وقمت بالمراهنة بـ10 دولارات، فإنك ستحقق الربح إذا ارتفع السعر فعلًا. أما إذا انخفض السعر أو بقي ثابتًا، فستخسر الـ10 دولارات بالكامل. حتى إذا قررت إغلاق الصفقة مبكرًا قبل انتهاء الخمس دقائق، تخسر كامل المبلغ الذي راهنت به.
يجب تجنب الخيارات الثنائية لأنها لا تستند هذه العمليات إلى أي تحليلات فنية أو أساسية أو استراتيجيات تداول، كما هو الحال في التداول التقليدي مثل العقود مقابل الفروقات CFDs الذي يتطلب دراسة وخبرة وإدارة مالية محكمة بل تعتمد الخيارات الثنائية على الحظ البحت.
و يتم تداول الخيارات الثنائية عبر منصات غالبًا ما تكون غير مرخصة، وبعضها محظور في العديد من دول العالم مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا. هذا النوع من التداول مليء بالتلاعب في الأسعار، حيث تستفيد المنصات من خسارة المتداولين.
قد تستخدم هذه المنصات استراتيجيات لزيادة احتمالات الخسارة، مثل التلاعب بالبرمجيات. حتى إذا حقق بعض المتداولين أرباحًا، فقد يكون ذلك لجذبهم لضخ المزيد من الأموال، والتي تُفقد لاحقًا إما بسبب الاحتيال أو صعوبة سحبها.
لذلك ننصح بتجنب الخيارات الثنائية تمامًا لما تحمله من مخاطر كبيرة واحتمالات عالية للخسارة والاحتيال. هذا النوع من التداول لا يُعتبر استثمارًا حقيقيًا، بل أقرب إلى المقامرة، مما يجعله غير مناسب للراغبين في التداول الآمن والمدروس.
في القائمة التالي أمثلة على أبرز الشركات التي تقدم تداول الخيارات الثنائية، والتي غالبًا ما تروج نفسها كوسيلة للثراء السريع من خلال منصات التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو مثل يوتيوب وهذه الأمثلة التي سنذكرها تنتمي كلها لنفس الشركة او الشخص المالك لهذه الشركات مع اختلاف المسميات والدليل على ذلك ان المواقع الخاصة بهم متشابهه. وتشمل:
تأسست منصة اكسبرت اوبشن Expert Option عام 2014 وهي منصة تقدم التداول على الأصول المالية المختلفة من فوركس و أسهم ومؤشرات وسلع ومعادن وذلك بنظام الخيارات الثنائية المشبوه والمحظور في اغلب دول العالم لما يتضمنه من مخاطر عالية وذلك بدون ترخيص مالي من أي جهة رقابية معروفة او مرموقة حول العالم مما يجعل التداول معها مخاطرة كبيرة جدا وعملية احتيال محتملة.
تعتمد المنصة في استقطاب عملائها على الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر منصات الفيديو من خلال الاعلانات الممولة وفيديوهات تحث على فكرة الثراء السريع وتحقيق الأرباح بصورة سريعة وكبيرة وهي طريقة لاستقطاب العملاء الطامحين في تحقيق أرباح من التداول بضغطة زر.
منصة بوكيت بروكر Pocket Broker هي منصة حديثة النشأة حيث لا يوجد معلومات حول تاريخ تأسيسها الصحيح ويقال انها تاسست هذا العام 2024 وهي منصة لتقديم الخيارات الثنائية على العديد من الأصول المالية المختلفة بما في ذلك الطاقة والاسهم والعملات الرقمية والمؤشرات والسلع والعقود الآجلة وذلك بحد ادنى للايداع 10 دولار أمريكي.
تعمل منصة بوكيت بروكار بدون ترخيص مالي من أي جهة رقابية وذلك لان نظام الخيارات الثنائية محظور في اغلب دول العالم لما يوجد حوله من العديد من الشبهات والشكاوى وأنه يوجد به مخاطرة كبيرة جدا لأنه يشبه القمار و يعتمد على الحظ، وقد حصلت منصة بوكيت بروكر على تقييم منخفض جدا وسلبي لشبهات الاحتيال التي تدور حولها وشكاوى العملاء ضدها.
تأسست منصة بوكيت اوبشن Pocket Option عام 2017 مقدمة خدمات التداول بنظام الخيارات الثنائية على الفوركس و الاسهم و العملات الرقمية والسلع بحد ادنى للايداع 5 دولار أمريكي عمولة على السحب عالية جدا وعدم ترخيص مالي من أي جهة رقابية لما تقدمه من نظام الخيارات الثنائية المحظورة وايضا لما تحملة من شبهات احتيال كبيرة وشكاوى ضدها من العملاء.
ويجدر الذكر عزيزي القارئ أن منصة بوكيت اوبشن وبوكت بروكر هما وجهان لعملة واحدة أي مالكهم يعتبر واحد ولكن يتم التنويع في الأسماء للانتشار بصورة أكبر وإيهام العملاء أنهم مختلفان ولكن هم منصتان يمتلكهم شخص واحد أو مؤسس واحد وذلك لتصيد العملاء واستقطابهم والاحتيال على أكبر عدد ممكن من الأموال.
تأسست منصة أوليمب تريد عام 2014، وتعد واحدة من أشهر المنصات التي تقدم التداول بنظام الخيارات الثنائية على مجموعة متنوعة من الأصول، مثل الفوركس و الأسهم و المؤشرات و العملات الرقمية والسلع بحد أدنى للإيداع يبلغ 5 دولارات أمريكية. ربما لاحظت، عزيزي القارئ، انتشار الإعلانات الممولة ومقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي واليوتيوب، حيث يقوم العديد من المسوقين واليوتيوبرز بالترويج لهذه المنصة بشكل مكثف، مشجعين الضحايا، على الانضمام لتحقيق أرباح كبيرة وسريعة بضغطة زر. ومع ذلك، فإن تحقيق مثل هذه الأرباح بسهولة وسرعة عادةً ما يكون بعيدًا عن الواقع.
تدعي منصة أوليمب تريد أنها مرخصة من قِبل لجنة الخدمات المالية، لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومة أو العثور على أي دليل يدعم صحة هذا الادعاء. غياب الوثائق الرسمية التي تثبت وجود هذا الترخيص يثير الشكوك حول مصداقية المنصة، ويعزز المخاوف بأنها قد تكون مجرد أداة لاستقطاب الضحايا والاحتيال عليهم.
يُلاحظ أن العديد من اليوتيوبر يروجون لمنصات الخيارات الثنائية، مدفوعين بالعوائد الكبيرة أو العمولات المغرية التي تقدمها هذه المنصات. يحصل هؤلاء المروجون على مقابل مادي ضخم مقابل إعلاناتهم وترويجهم، دون أن يكون لديهم إدراك حقيقي لمفهوم التداول أو فهم معمق لماهية الخيارات الثنائية. فهم غالبًا ما يقومون بهذا الدور فقط للحصول على العائد المادي الذي تقدمه لهم هذه الشركات.
عزيزي القارئ، تجد أن هؤلاء المروجين يستغلون الجوانب النفسية لاستقطاب الضحايا من خلال إعلاناتهم. يظهرون في مقاطعهم بمظاهر الترف والثراء، كعرض سيارات فاخرة، أو بيوت فخمة، أو حتى طائرات خاصة، مدّعين أن كل ذلك تحقق فقط من التداول عبر منصة معينة باستخدام الخيارات الثنائية. هذه الأساليب تغري المبتدئين أو قليلي الخبرة بفكرة الثراء السريع، مما يدفعهم للاعتقاد بأنه بإمكانهم تحقيق نفس النجاح بسهولة، بينما في الواقع هذه استراتيجية احتيال معروفة ومستخدمة لاستدراج الضحايا.
من أمثلة هذه الإعلانات المضللة، هناك فيديو مشهور يظهر فيه شخص يبدأ بقوله: "مرحبًا، لقد حققت ثروة من التداول مع Expert Option، وهذه سيارتي الجديدة التي حصلت عليها بضغطة زر." مثل هذه الإعلانات تدق ناقوس الخطر، وتستوجب نشر التوعية حول مخاطر الانسياق وراءها. فهي لا تقدم سوى وعود زائفة، وغالبًا ما تكون هذه المنصات جزءًا من مخططات الاحتيال الشهيرة في مجال التداول اليوم.
-6.webp)
يمكننا أن نؤكد بكل وضوح أن التداول بالخيارات الثنائية يُعتبر غير قانوني في معظم دول العالم. والسبب يعود إلى أن أغلب منصات الخيارات الثنائية تعمل دون تراخيص مالية صادرة عن جهات رقابية مرموقة. علاوة على ذلك، تم حظر هذه المنصات في العديد من الدول بسبب المخاطر المالية الكبيرة التي تنطوي عليها، بالإضافة إلى طبيعتها التي تُشبه القمار، حيث تعتمد على الحظ وتوقع الأسعار دون دراسة أو تحليل، على عكس التداول بالعقود مقابل الفروقات.
وعليه، يمكن القول إن تداول الخيارات الثنائية قد يكون قانونيًا إذا كانت المنصة التي تقدمه مرخصة ومنظمة من جهة رقابية معتمدة. ومع ذلك، فإن معظم منصات الخيارات الثنائية غير مرخصة، كما وضحنا في الامثلة المقدمة أعلاه. وبالتالي، يُعتبر هذا النوع من التداول غير قانوني في أغلب الحالات بسبب افتقاره إلى التراخيص، وما يرتبط به من شبهات ومخاطر مالية جسيمة، فضلًا عن كونه محظورًا في معظم دول العالم. وفي الحقيقة، يمكن وصفه بالقمار الصريح ولكن من خلال شاشات الكمبيوتر.
يوجد العديد من طرق النصب والاحتيال التي تعتمد عليها منصات الخيارات الثنائية ويعتبر من أشهرها والتي تضمنتها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في تحذيرها الذي يخص الخيارات الثنائيه ما يلي:
عادةً ما تكون منصات الخيارات الثنائية ودودة جدًا في بداية تعاملها مع العملاء، حيث تُظهر لهم أن الثراء السريع هو هدفهم، ويُقنعون العميل أو "الضحية" بأنه سيصبح غنيًا بمجرد الانضمام إليهم وأنهم يضمنون له ذلك. لكن، عندما تظهر الحقيقة للعميل وتكتشف خسارته للأموال، والتي غالبًا ما تكون نتيجة للتلاعب المتعمد في الأسعار من قبل المنصة، يبدأ العميل بمحاولة سحب ما تبقى من أمواله إذا حالفه الحظ أو إذا ربح عن طريق الصدفة.
هنا يظهر الوجه الآخر غير الودود للمنصة، حيث ترفض سحب الأموال أو إيداعها في حسابات العملاء، أو حتى رد الأموال لهم. تصبح العملية عندئذٍ عملية احتيال صريحة تعلنها المنصة، وعندما يقوم العميل بتقديم شكوى ضدها، يتبين أن المنصة غير مرخصة من الأساس، مما يجعل من الصعب استرداد الأموال.
تقدم العديد من الضحايا بشكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تفيد بأن منصات الخيارات الثنائية عبر الإنترنت تقوم بجمع معلومات العملاء عند انضمامهم إليها، حيث تقوم بنسخ بطاقات الائتمان الخاصة بهم، وجوازات السفر، ورخص القيادة، وجميع بطاقات الهوية أو الأوراق الخاصة بالعملاء.
حسب الشكاوى المقدمة للجنة الأوراق المالية والبورصات الامريكية هذه المعلومات تُستخدم بشكل غير محدود في أغراض أخرى، أو تُباع، أو حتى تُسرق لاختراق هويات العملاء واستخدامها في اختراق حساباتهم المالية.
تُعد هذه من أشهر أساليب الاحتيال التي تمارسها منصات الخيارات الثنائية، حيث يعتمد التلاعب بالبرمجيات على توليد صفقات خاسرة، وهو جوهر عمل هذه المنصات. تقوم المنصة عمدًا بخسارة المتداولين من خلال التلاعب بالأسعار أو تصميم البرمجيات بشكل يسمح بالتأثير على الأسعار، بهدف إلحاق الخسائر بالمتداول.
على سبيل المثال، قد يظن المتداول أنه قام بتنفيذ صفقة شراء، لكن قد يتم إيهامه بأنها تمت كصفقة بيع، أو يتم تنفيذها على أنها صفقة بيع فيعتقد أنه أخطأ أو ضغط عن طريق الخطأ. إضافة إلى ذلك، يتم التلاعب بالأسعار أثناء صدور البيانات الاقتصادية والسياسية المهمة، مثل أخبار الفائدة، مما يؤدي إلى تقلبات حادة في السوق، تستغلها المنصة للتلاعب بالأسعار، إما بعدم تنفيذ الطلبات أو بتحريك الأسعار بسرعة تؤدي إلى خسارة المتداول. وبذلك، تُعتبر هذه العملية عملية احتيال ممنهجة وطريقة شائعة يصعب اكتشافها بسهولة.
نود أن نوضح للقارئ الكريم أننا لسنا جهة مختصة بإصدار الأحكام الشرعية، حيث ليس هذا من تخصصنا. ولكن نعرض لكم رأي العلماء في التداول من خلال شركات الخيارات الثنائية بناءً على فتوى منشورة على موقع إسلام ويب، والتي تحمل الرقم 1340.
في هذه الفتوى، طرح السائل سؤالاً حول حكم التجارة في الخيارات الثنائية، وجاء الرد من أهل العلم بأن هذا النوع من العقود باطل شرعًا. ويؤيد ذلك ما ورد في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رقم 63-7/1، الذي أكد أن عقود الخيارات غير جائزة شرعًا؛ لأنها لا تتعلق بمالٍ أو منفعةٍ أو حقٍ ماليٍ يمكن التنازل عنه. كما شمل القرار أيضًا عقود المستقبليات والعقود المرتبطة بالمؤشرات.
وفي هذا السياق، ذكر الدكتور سالمي السويلم أن خيارات الأسهم المتداولة في الأسواق العالمية، سواء كانت خيارات شراء
Call Options أو خيارات بيع Put Options، تعتبر من عقود الغرر التي نهى عنها الشرع. وبناءً على ذلك، صدر قرار مجمع الفقه الإسلامي في جدة عام 1992 برقم 63، الذي اعتبر هذه العقود من الغرر، حيث تعتمد وظيفتها على تغير السعر ولا تضمن ربحًا للطرفين. وبالتالي، يعتبر التداول في الخيارات الثنائية محرمًا شرعًا ولا يجوز التداول به.
من خلال الجدول التالي نوضح الفرق بين الخيارات الثنائية والفوركس بطريقة مختصرة وسهلة وهي:
| الفرق | الخيارات الثنائية | الفوركس |
| طبيعة التداول | تراهن على ارتفاع أو انخفاض سعر الأصل | شراء وبيع العملات لتحقيق أرباح من الفروقات |
| مدة الصفقة | قصيرة جدًا دقائق أو ساعات | مرنة حيث قصيرة و متوسطة أو طويلة الأمد |
| العائد | عائد ثابت من ربح أو خسارة محددة مسبقًا | يعتمد على فرق السعر وحجم التداول |
| المخاطر | عالية بسبب عدم التحكم في السوق بعد التنفيذ | يمكن التحكم بالخسائر باستخدام وقف الخسارة |
| التنظيم القانوني | أقل تنظيمًا وفي الغالب يكون معدوما | أكثر تنظيمًا لكن يختلف حسب الوسيط والمنطقة |
في الغالب نعم تعتبر تداول الخيارات الثنائية نصبا لما تتضمنه من شبهات احتيال مؤكدة مثل التلاعب في الاسعار وسرقة الهوية وعدم الترخيص القانوني التي يجب أن تكون حاصلة علية أي منصة تداول بالإضافة الى رفض إيداع الأموال في حسابات العملاء أو رد الأموال للعملاء.
حسب الفتوى المقدمة من موقع إسلام ويب والتي رقمها 1340 تعتبر الخيارات الثنائية محرمة شرعا لما فيها من مخالفات شرعية جسيمة اهمها انها تعتبر قمارا وهو محرم في الشريعة الإسلامية.
